كانت العرب تصف الشخص المشهور باتخاذ القرارات الصائبة بالرجل الحكيم صاحب البصيرة الثاقبة والعقل الراجح، ومن يؤتيه الله الحكمة والبصيرة فقد آتاه خيراً كثيراً.
لأن الحكمة مأخوذة من الإحكام في التخطيط الدقيق والبصيرة من الفهم العميق، ولهذه المهارة مثل معظم المهارات جانب فطري متعلق بالطباع الشخصية والظروف البيئية التي ينشأ فيها الأفراد، وجانب مكتسب يستطيع كل إنسان تنميته وتحسينه بالتدرب والمثابرة والتكرار. وعندما نتحدث عن اتخاذ القرار فلا ينبغي أن ينصرف الذهن إلى القرارات الكبرى أو القرارات المؤسساتية والإداراية، فجميع المواقف الحياتية هي قرارات نتخذها في كل لحظة، بما في ذلك الأشياء العادية والبسيطة ومنها على سبيل المثال: ماذا ستتناول على وجبة الفطور هذا اليوم، وماذا سنرتدي من ملابس وماذا سنقتني من السوق، ويندرج في ذلك اختيار الألوان وتحديد الأوقات والتحكم بمجمل المواقف الحياتية.
و عندما نتحدث عن التحكم فلا يعني ذلك أننا سنتخلص من العفوية ولكننا سنحاول تطوير الذكاء الفطري وتنمية رباطة الجأش وحسن التصرف في المواقف الصعبة و إضفاء بعض التفكير المنطقي والعقلاني على هذه القرارات العفوية مع التنمية التدريجية لقدراتنا على التخطيط من خلال التخطيط البسيط لبعض المواقف العادية بعد غربلتها في غربال الأولويات، حتى نصل إلى مرحلة التحكم بالقرارات التي ترتبط بأهداف استراتيجية.
وبهذه الطريقة التدريجية سنعمل على تطوير مهاراتنا في اتخاذ القرارات ونحول هذه المهارات إلى عادات روتينية وللحديث بقية .