استفرد الله سبحانه وتعالى لنفسه بالكمال وفطر الناس على القابلية للوقوع في الخطأ، وشرع لهم الاعتذار وطلب العفو والمغفرة. وتقتضي التربية العقائدية الإسلامية تربية الأبناء على الاعتذار الدائم إلى الله وطلب المغفرة عند وقوع أي تقصير أو خطأ تجاه الخالق أو المخلوقين.
وتأمرنا التعاليم الإسلامية عند الوقوع في أي خطأ في حق الآخرين أن نبادر إلى الاعتذار منهم وطلب المسامحة، وعلى هذه الفضيلة يجب تربية أبناءنا .
لكن الاعتذار ليس مجرد كلمة تقال للتعبير عن الأسف فقد اعتاد الكثير من الآباء تعويد أبناءهم على قول عبارة أنا آسف بعد صدور أي خطأ، ولكن الملاحظ أن الكثير من الأطفال يستسلهون هذه العبارة، ويكررون الأخطاء، وربما يخفي بعضهم في نفسه أنه سيفعل كذا ويعتذر بعد ذلك، وهنا يفقد الاعتذار قيمته التربوية والأخلاقية، فكيف نربي الأطفال على الاعتذار الصحيح عن الخطأ؟
إن الخطوة المهمة هنا هي توضيح طبيعة الخطأ للطفل وتأثيره قبل مطالبته بالاعتذار، وإشعار الطفل بضرورة وضع حل للتصرف الذي بدر منه ويفضل أن نجعل مقترح الاعتذار يأتي منه بعد أن يدرك حجم الخطأ.
ومن المهم أن يكون هذا التوضيح بأسلوب نكسب من خلاله تعاطف الطفل وأن نظهر خوفنا على الطفل وحرصنا عليه، وأننا تضايقنا من تصرفه بسبب حبنا له.
وإذا كان الخطأ قابل للاستدراك والإصلاح فيجب ارشاد الطفل إلى ضرورة المبادرة بالإصلاح قبل الاعتذار ويجب أن يتعهد أثناء الاعتذار بعدم تكرار الخطأ ويعلن استعداده لتحمل مسؤولية الخطأ أو العقوبة.
وبهذه الكيفية نضمن أن الاعتذار لن يكون مجرد كلمة عابرة لتخفيف غضب الآخرين ونضمن تحقيق الأهداف التربوية لفضيلة الاعتذار .