من طبيعة الحياة الإنسانية أنها تفرض على الأفراد والجماعات والمؤسسات المرور بمواقف صعبة توافق الباحثون على تسميتها بالأزمات، ومع زيادة تعقيدات الحياة العصرية، تتضاعف المواقف الصعبة التي تواجه الإنسان فرداً كان أو عضو في كتلة بشرية لها هويتها وأهدافها وطموحها، ومن هنا تأتي مبررات التساؤل عن كيفية التصرف عند مواجهة المواقف الصعبة، وكيفية إدارة الأزمات، وسنتحدث هنا على الأزمات الفردية ، فنجاحنا كأفراد في إدارة المواقف الصعبة والأزمات الشخصية، يؤهلنا للنجاح في إدارة الأزمات العامة. والمنهج العلمي في التفكير يرشدنا إلى أربع خطوات ينبغي الاستفادة منها في إدارة المواقف الصعبة هي:
1- التشخيص الدقيق: فالحرص على دقة التشخيص للموقف الصعب أو الأزمة والتحديد الدقيق للأسباب هو البداية السليمة للتعامل مع الموقف.
2- توقع أسوأ ما يمكن أن يحدث وأفضل الإحتمالات: فهذا التوقع بعد تحديد الأسباب يساعدنا على التفكير السليم بالخطوات التالية.
3- على ضوء التشخيص والتوقعات حدد هدفك أو أهدافك من إدارة الموقف الصعب: وينبغي أن تكون الأهداف على مستوى التحديات وتتلاءم مع درجة صعوبة الموقف وحدة الأزمة، ويجب أن تكون واضحة و قابلة للتنفيذ و القياس.
4- التفكير بالحلول والوسائل الممكنة لتحقيق الأهداف في تخفيف الأزمة أو حلها جذرياً أو توظيفها لتحقيق أهداف أخرى حسب الأهداف التي تم تحديدها، و من المهم في البداية تسجيل كل الخيارات و البدائل المتاحة التي تخطر على ذهنك على طريقة العصف الذهني بدون تمحيص أو تدقيق.
5- اختيار أفضل البدائل: وهنا تأتي مرحلة التدقيق والتمحيص للخيارات من خلال الأسئلة الدقيقية عن إمكانية تطبيق كل خيار، وامتلاك القدرة والمتطلبات اللازمة للتطبيق، والتكلفة والوقت الذي سيستغرقه كل خيار والمخاطر المحتملة. وفي الأخير نؤكد على أهمية الحفاظ على الهدوء النفسي والإيمان العميق بالله وبقضائه وقدره وتقبل النتائج بعد بذل الجهد في المدافعة والمقاومة.