يوم عاشوراء يوم من أيام الله التي أمرنا رسول الله صلى عليه وسلم بشكر الله فيها على نعمة انتصار رسالة الحرية والتوحيد ونجاة نبي الله موسى عليه السلام وهزيمة فرعون وهامان وجنودهما من أعوان الطواغيت، ومن الصدف التاريخية أن الله أكرم الحسين رضي الله عنه بالشهادة في هذا اليوم وهو يواجه الظلم، ولم يكن قتلة الحسين يمثلون أهل السنة فقد كان الحسين نفسه وجميع الصحابة و آل البيت تياراً واحداً يتمسكون بسنة رسوله الله ولا مذهب لهم غير القرآن وسنة رسول الله. وفتنة الصراع السياسي لم تكن تحمل بعداً عقائدياً مذهبياً فأهل السنة يرون أن الخليفة الرابع على ابن أبي طالب رضي الله عنه كان أقرب إلى الحق في صراعه مع معاوية رضي الله عنه، وكان جميع المسلمين يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه ووردت رويات في كتب الشيعة أنفسهم أن علي بن ابي طالب رضي الله عنه كان يصوم هذا اليوم ويأمر بصيامه. ويعترف المدققون من علماء الشيعة أن الروايات التي أمرت بصيام عاشوراء أصح من الروايات التي نهت عن صيامه، ومع عظمة مصيبة الحسين رضي الله عنه فليس من سنة رسول الله ولا آل بيته تحويل المصائب إلى مناحات بدعية وسفك الدماء فيها وإحياء الأحقاد والثأرات وأصناف البدع والخرافات التي شوهت صورة الإسلام وفرقت كلمة المسلمين. وإذا كان يوم عاشوراء قد صادف يوم استشهاد الحسين فقد صادف أيضاً هذا اليوم أيضاً مقتل آخر قتلة الحسين عبيدالله بن زياد واكتمل القصاص من جميع القتلة. و لقد توفي رسول الله وهي أكبر مصيبة فلم يحول المسلمون وفاته إلى مناحة، واستشهد سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب واستشهد الفاروق عمر بن الخطاب وهزم المسلمون في أحد وخسروا الكثير من الشهداء وأصيب رسول الله في المعركة، فلم يحول المسلمون هذه المصائب إلى مناحات بدعية حتى جاءت دولة بني بويه الفارسية في القرن الرابع واخترعت بدعة مناحات الحسين لتفريق كلمة المسلمين والعرب وإثارة الكراهية والنعرات الطائفية وابتدعت خرافات ما أنزل الله بها من سلطان. فعلى عقلاء الشيعة اليوم الحريصون على وحدة الأمة أن يغربلوا تراثهم من هذه الخرافات التي تستهدف شق وحدة الأمة ويتم استخدامها في تشويه التاريخ الإسلامي والاساءة إلى الإسلام والصحابة رضوان الله عليهم من خلال الطقوس الدموية والمظاهر الهمجية التي تتضمنها هذه المناحات.