مع إشراقة أول جمعة من أيام شهر الله محرم نذكر بأهمية استثمار مواسم الطاعات في تنبيه الغافلين وتثبيت الذاكرين وتحفيز المجتهدين. وشهر الله محرم من الأشهر التي ميزها الله وثبت فضل العمل الصالح فيها وتغليظ حرمة الظلم والمعاصي، وجاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضلُ الصيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم، وأفضلُ الصلاة بعد الفريضة صلاةُ الليل' ومع فضل الصيام في هذا الشهر عموماً فإن لصيام يوم عاشوراء فيه خصوصية وزيادة فضل، فقد أخرج مسلم أن رسول الله صلى عليه وسلم سئل عن صوم يوم عاشوراء ، فقال : يكفر السنة الماضية وجاء في الحديث المتفق عليه عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه سئل عن صيام يوم عاشوراء ، فقال : ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ، ولا شهراً إلا هذا الشهر- أي شهر محرم- وقد أكد القرآن الكريم فضل شهر الله محرم وحرمته والنهي على الظلم فيه فهو من الأشهر الحرم التي شدد القرآن على حرمة الظلم فيها ' فلا تظلمـوا فيهن أنفسكم ' وقال قتادة في تفسير الآية' إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها. وإن كان الظلم على كل حال عظيما ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء'
ونخلص إلى أهمية استثمار هذه المحطات الإيمانية في مراجعة علاقتنا بالله وتجديد الإيمان والتوبة. فأمثال هذه المواسم هي من فضل الله ورحمته على عباده لتحفيزهم على التوبة واشعارهم أن أبواب رحمة الله مشرعة أمام عباده، ومهما ابتعد العبد عن الله وغرق في أوحال الذنوب فإن التوبة الصادقة كفيلة بتكفير السيئات 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ'