تناولنا في مقال الأمس النتائج السلبية الناتجة عن سوء الاختيار أو الإكراه الاجتماعي على اتخاذ القرار في موضوع الزواج، وموضوعنا اليوم يتشابه مع موضوع الأمس في أهمية التأني فيه ودراسة القرار من جميع الجوانب نظراً لتأثير هذا القرار على مستقبل حياة الأبناء، وهو موضوع اتخاذ قرار اختيار التخصص أو المهنة المستقبلية. وتأتي أهمية الحديث عن هذا الموضوع في هذه الفترة الأخيرة من العطلة الصيفية التي يتصاعد فيها قلق اختيار التخصصات العلمية أو المهنية المناسبة للأبناء، وتتورط الكثير من الأسر في خطأين أساسين: الخطأ الأول محاولة إجبار الأبناء على اختيار تخصصات معينة تتفق مع رغبة وطموح الآباء، والخطأ الآخر الإهمال و غياب الإرشاد الأسري في مساعدة الأبناء على اختيار تخصصاتهم، وكلا طرفي الأمر ذميم، فالإرشاد الأسري للإبناء في اختيار تخصصاتهم المستقبلية في غاية الأهمية وينبغي أن يبدأ في مرحلة مبكرة بعد انتهاء التعليم الإلزامي وقبل الانتقال إلى الثانوية العامة وفي هذه الفترة يمكن إرشاد الأبناء إلى قياس ميولهم واستعداداتهم بواسطة اختبارات الشخصية والمهارات والقدرات المتعددة، وقد اتخذ هذادالمسار نمطاً علميا أصبح سائداً عالميا، ومن واجب الأسرة إعانة الأبناء في انتهاج هذا النهج العلمي في اختيار التخصص وما يحتاج إليه من مهارات وقدرات دون فرض أي خيار على الأبناء. ويمكن للأسرة الاستعانة بمرشد أكاديمي لمساعدة الابن على اختيار تخصصه المناسب لميوله و قدراته ومهاراته. وفي حال اختيار الابن لتخصص بعينه فإن واجب الأسرة مساعدته في التأكد من مدى قدرته على النجاح في هذا التخصص. ويمكن استثمار الفترة المتبقية من العطلة الصيفية في أخذ دورات تقوية تساعد الابن على اجتياز اختبارات القبول التي تشترطها بعض المؤسسات العلمية. وختاماً نؤكد أن قرار اختيار التخصص قرار مصيري شبيه بقرار الزواج ويحتاج إلى تفكير عميق واستشارة خبراء وخصوصا أن معظم المؤسسات التربوية في الدول العربية لا توفر الإرشاد الأكاديمي الذي يساعد الطلبة على اختيار تخصصاتهم وتوجهاتهم المهنية المستقبلية.