'الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ '
ارتبطت جميع العبادات والشعائر في الإسلام بتهذيب الأخلاق وتنمية التقوى، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والصيام تنمية لقوة الإرادة والقدرة على ضبط السلوك 'وإذا كان يومُ صَومِ أحَدِكم فلا يَرفُثْ، ولا يصخَبْ، فإن سابَّهَ أحدٌ، أو قاتَلَه؛ فلْيقُلْ: إنِّي امرؤٌ صائِمٌ'، والزكاة علاج لشح النفس وترسيخ لأخلاق التكافل الاجتماعي، وعبادة الحج شأنها كبقية العبادات ارتبطت أيضا بالتهذيب الأخلاقي 'فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ'وقال صلى الله عليه وسلم: 'من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه'رواه البخاري.و تضمنت مدرسة الحج الأخلاقية التربوية بعض الوسائل لتربية الإنسان على قوة الإرادة وضبط النفس بواسطة بعض الالتزامات الاستثنائية أيام الإحرام خلال الحج، وتتضمن بعض القيود والضوابط الاضافية التي تشبه الصيام في كبح جماح النفس ومنعها من بعض المباحات كالزينة والطيب ومعاشرة الزوجة. وهذا التمحور للعبادات حول الأخلاق يؤكد الأهمية البالغة للأخلاق في الإسلام، فقد حصر النبي صلى الله عليه وسلم الغاية من الرسالة بتنمية مكارم الأخلاق بمفهومها الواسع' إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق' وجعل الإسلام الخيرية في حسن الخلق'خياركم أحسنكم أخلاقاً'. والتحلي بالأخلاق سبب للظفر بمحبة نبينا صلى الله عليه وسلم والفوز بالدرجات الرفيعة في الجنة'إن من أحبكم إليَّ وأقربكم منى مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً'. فالمؤمن يؤدي عباداته ويعلم أن من تمامها وجود الأثر الأخلاقي في ذاته. وفقنا الله و إياكم إلى أحسن الأخلاق.