نعيش هذه الأيام ' الأيام المعلومات'، و الأيام المعلومات تشمل في راي جمهور العلماء الأيام العشر مع أيام الحج التي تبدأ من يوم التروية. ويعيش المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بقلوبهم ومشاعرهم مع حجاج بيت الله الحرام وأفئدتهم تشرئب إلى أول بيت وضع للناس وصدعت منه دعوة التوحيد. وقد بدأت أفواج المسلمين تتوافد إليه هذه الأيام من كل حدب وصوب ' لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى، مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ، فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ' ومن يتأمل هذه الآيات يلمس فيها شمولية الإسلام واهتمامه بمنافع الدنيا والآخرة' يقول ابن عباس في تفسيره ' ليشهدوا منافع لهم' أي منافع الدنيا والآخرة، أما منافع الآخرة فرضوان الله ، وأما منافع الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والربح والتجارات'. والدرس الذي نتعلمه من هذه الآية هو شمولية الإسلام التي تتجسد في دعوة الآية لنا بالإقبال على منافع الدنيا والاستفادة منها وتطويرها مع عدم الغفلة عن ذكر الله واستثمار ما أنعم الله علينا به في الاستعانة بها على طاعة الله مع الانفاق في سبيل الله ' فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ' وهكذا نجد في الآية البعد الروحي مع البعد التنموي مع البعد الاجتماعي مع البعد السياسي الحضاري في سياق واحد يعيشه المسلم في انسجام ووئام داخلي بين مطالبه المادية وأشواقه الروحيه وحاجاته للمشاركة الاجتماعية ومحاربة الفقر والبؤس وتجفيف منابعهما، كما يتجسد البعد السياسي والحضاري في وحدة الأمة التي تتجه إلى قبلة واحدة وعبادة رب واحد بهتاف واحد.