من المفاهيم الخاطئة عن قوة الإرادة اعتقاد البعض أن قوة الإرادة تعني قوة الانفعال والحماس الشديد، والصواب أن قوة الإرادة هي قوة التحكم بالانفعال وليست قوة الاستسلام للانفعالات. فالاستسلام للانفعال يستهلك الطاقة الداخلية ويعرض الجسم للشعور بالإجهاد ويدفعنا لاتخاذ قرارات سريعة لا تعمل على تحقيق أهدافنا، وينتج عن ذلك الفشل في اتخاذ قرارات صعبة في مواجهة الضغوط، وتقوية الإرادة على مواجهة الضغوط عند التعرض لمستويات عالية من الإجهاد يستلزم التريث وأخذ بعض الأنفاس والاسترخاء قليلاً لاستجماع القوى العقلية والنفسية والتفكير بالقرار السليم لمواجهة الضغوط والاستمرار في العمل من اجل الوصول إلى أهدافك الكبرى التي عاهدت نفسك على تحقيقها. إن قوة الإرادة تكمن في قدرتك على ضبط نفسك وتوجيه سلوكك نحو تحقيق أهدافك بصبر ومثابرة ونفس طويل، وفي هذا السياق يؤكد الخبراء أن قوة الإرادة شبيهة بقوة العضلات فكما أنها تنمو بالتمرين والمثابرة عليها فإنها قد تتعرض للإرهاق والاستنزاف نتيجة الإفراط بالعمل وتحتاج إلى بعض الاستراحات البسيطة، ويحتاج الإنسان كذلك إلى التدرج في التعامل مع الضغوط لتقوية إرادته على المواجهة، وفي كل مرة يتدرب على موجهة ضغط ما يتشكل لديه الاستعداد لمواجهة ضغط أكثر. وهكذا نعمل على تقوية إرادتنا في معترك الحياة وفي مواجهة ضغوطها.