ونحن نعيش في عصر ثورة التواصل والاعلام الرقمي، تشيع الكثير من الأخبار والشائعات التي قد تنال من بعض الأشخاص أو الهيئات الاعتبارية والتيارات ورغم شيوع مواقع التواصل وقدرة أي إنسان على قول ما يشاء، غير أنه ما يزال في مقدور المسيطرين على الدورة الاقتصادية والسياسية فرض هيمنتهم عبر الترويج المنظم لسموم الإشاعات الكاذبة والمعلومات المظللة وتزييف الوعي وإشغال الرأي العام بترهات وخرافات لا أساس لها من الصحة وتبرير قمعهم واستهدافهم لمخالفيهم ومصادرة حقوقهم وحرياتهم بناء على بلاغات كاذبة ودعاوى مزيفة ومن هنا تأتي أهمية بناء العقل الناقد في ضوء التوجيه القرآني ' يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ' . والخطاب ليس من يصنع الزور ممن ران على قلوبهم بما كانوا يكسبون فهؤلاء سيتمرون في ترويج الأكاذيب واختراع الشائعات فهم يتلذذون بالسباحة في مستنقعات البهتان، ولا تردعهم موعظة ولا تهديه حجة، الخطاب في النص القرآني للمؤمنين 'يا أيها الذين آمنوا' ممن وقر الإيمان في قلوبهم وصدقه العمل، فلا ينبغي لهؤلاء تريد أراجيف المرجفين والتصديق بسهولة لكل ناعق، ولا ينبغي لمسلم أن يقذف إنسان بأي تهمة بناء على إشاعة لم يتثبت منها ' وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا'.