كما توفر لنا العطلة الصيفية الأجواء المناسبة للتربية الاجتماعية وفرصة الممارسة الجماعية للأنشطة الترفيهية والثقافية، فإنها توفر أيضاً أجواء مناسبة للتربية الإيمانية والتزكية والحرص على تحقيق التوازن والتكامل في التربية يتمثل بإعطاء النفس حظها من الترفيه الحلال والتنمية الفكرية والتنمية الرياضية الجسدية مع عدم أغفال الروح والتنمية الإيمانية ومن الأنشطة الصيفية التي تحقق أهداف التربية الإيمانية في العطلة الصيفية حلقات القرآن والذكر في المساجد والمراكز العلمية وفي الحديث 'وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة' وتتوفر في العطلة الصيفية فرصة لخروج الأب مع الأبناء لصلاة الجماعة في المسجد ولا سيما صلاة الفجر بأجوائها العابقة بالروحانية ويستحسن تخصيص فترتي ما بعد الفجر إلى شروق الشمس وما بين صلاة المغرب والعشاء لبرامج التزكية والتربية الإيمانية والأنشطة الإيمانية المناسبة للعطلة الصيفية الصيام الجماعي والصيام في الصيف وإن كان من التكاليف الشاقة ولا سيما مع زيادة ساعات النهار وشد الحر إلا أن له فضل كبير وتأثير إيماني عميق وروى الألباني في صحيح عن ابن عباس أنه قال “إن الله قضى على نفسه أنّ من عطّش نفسه لله في يوم حار كان حقّا على الله أن يُرويه يوم القيامة' وجاء في الأثر' صم يومًا شديد الحر ليوم النشور، وصلِّ ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور'. ويمكن تحقيق أهداف التربية الإيمانية بصورة عرضية في الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية باستشعار النية الحسن بصلة الأرحام والتطوع وإعطاء الجسد حقه للتقوية على العبادة بمعناها الشامل وتضمين الأنشطة الثقافية قراءة قصص الأنبياء والصالحين. وختاماً نود أن نقول لمن يستثقل الأنشطة الإيمانية في العطلة الصيفية إن الإيمان هو وحده الذي يعطي لحياتك المعنى ويمنح وجود القيمة الحقيقية ويضاعف متعتك في الحياة الدنيا لأنها تتوسع بأمل المتعة الخالدة في دار البقاء.