بعيداً عن مواقع التواصل التفاعلية في العالم الرقمي تتوفر في العطلة الصيفية فرصة ذهبية لتحقيق التواصل الاجتماعي الحقيقي مع الأقارب والجيران والأصدقاء والنوادي الثقافية والرياضية والاجتماعية كما تتوفر في العادة في العطلة الصيفية الكثير من المناسبات الاجتماعية التي يتم تأجيلها إلى العطلة الصيفية مثل مناسبات الزفاف وحفلات التخرج وغيرها ومن المناسبات الهامة التي ستصادف العطلة الصيفية هذا العام مناسبة عيد الأضحى المبارك والتي تجتمع فيها أيضا عدة مناسبات وفعاليات اجتماعية كما يتزامن مع العطلة الصيفية إعلان بعض المنظمات والجمعيات الخيرية عن أنشطة تطوعية في مختلف المجالات الخيرية وبغياب التخطيط الذكي للاستفادة من هذه المناسبات في تنمية المهارات الاجتماعية والقدرات التواصلية و اشباع حاجات الأبناء إلى إثبات الذات في المحيط الاجتماعي قد تتحول هذه الفرص إلى غصص من الحسرة نتيجة الإهمال أو بعض المواقف الصادمة التي قد يتعرض لها الأبناء وتترك تأثرات سلبية على تقديرهم لأنفسهم ولهذا يجب أن يحرص الآباء على عدم ترك أبنائهم في بيئات اجتماعية سلبية قد يتعرض فيها الطفل لعدوان التنمر أو العدوان الجسدي والإيذاء النفسي والتحقير والسخرية والشعور بالنبذ الاجتماعي لأن مثل هذه البيئة تترك أثاراً خطيرة ومدمرة في نفسية الطفل قد تفسد كل ما اكتسبه الطفل من شعور إيجابي نحو ذاته ومجتمعه. وتؤكد الدراسات العلمية أن الكثير من الاضطرابات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الكبار تعود إلى جروح غائرة في مرحلة الطفولة وهذا ما يجعلنا نؤكد أن التواصل الاجتماعي في العطلة الصيفية قد يكون عماراً يساهم في البناء الذاتي لشخصية المتعلم أو دماراً يهدد كيانه النفسي حين يترك الوالدان الحبل على الغارب ولا يتفقدان البيئة الاجتماعية التي يترعرع فيها فلذات أكبادهما.