تحدثنا في مقال سابق عن الحاجة إلى تجديد روح التدين ونؤكد اليوم أن الحاجة إلى تجديد روح التدين تستلزم تجديد الخطاب الدعوي فما أحوجنا اليوم إلى خطاب دعوي جديد يستوعب المتغيرات العاصفة التي يعيشها هذه الجيل بعد الثورة الرقمية والثورة الصناعية الثالثة ويستشرف آفاق الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرات هذه الثورات على مجال القيم والأخلاق والروح والفكر مع تلمس احتياجات الشباب في ظل التغيرات وأسئلتهم وإرشادهم إلى كيفية الإفادة من معطياتها والمشاركة الفاعلة في تطويرها وتطويع التقنيات المعاصرة في نشر ثقافتهم وتعزيز هويتهم ومقاومة الاغراءات المادية والنزعات الأنانية الفردية وغربلة الفنون والثقافات التي تحرض على الانحلال وتمارس التشكيك بالمعتقدات الدينية وتروج للعبثية والحياة الخالية من المعنى .
هذا التجديد بحاجة إلى جهود مؤسساتية تشخص الواقع وتحدد المعالجات وبدون هذه التجديد للخطاب الدعوي سنظل نعاتب الأقدار ونتحسر على اضمحلال القيم وانحسار ثقافة التدين عاجزين عن الفعل الإيجابي ومقاومة التيار.