السعادة الحقيقية لا يمكن أن تسكن قلباً لا يؤمن بالله ولا يعرف الغاية من وجوده ويظن أن القوة العمياء التي أوجدته وأن العدمية والعبثية تتحكم بوجوده، ويحاول عبثاً التهرب من الأسئلة الوجودية إلى الانغماس في الشهوات والهروب إلى عالم المخدرات والجريمة، أو الركض وراء أهداف تمنح لحياته معنى تافهاً كبريق الشهرة ولو على حساب كل القيم الإنسانية. وكل من يظفر بهذه الشهرة بغياب الإيمان بالله لا يتخلص من قلق الحيرة الوجودي، ومطاردة شبح الموت والفناء والتضليل الذي تمارسه بعض إحصائيات السعادة في الشعوب، فيعتمد على لغة الأرقام المتعلقة بالتنمية ومستوى الرفاه المعيشي، وتعتبر ذلك مقياساً لمستويات السعادة وتتجاهل في نفس الوقت الإحصائيات المتعلقة بحالات الانتحار والإقبال على المخدرات في هذه الشعوب. وتشير آخر الإحصائيات إلى تصدر دول متقدمة لقائمة الدول الأكثر في معدلات الانتحار منها روسيا وكوريا الجنوبية وفرنسا. وفي استهلاك المخدرات نجد على رأس القائمة دولاً عظمى مثل أمريكا وأستراليا وكندا. وخلاصة الأمر أن كل سعادة في هذه الدنيا تقوم على معايير الرفاهية أو معايير النجاح المادي فقط هي سعادة سطحية تسقط عند أي اهتزاز أو صدمة أو اختبار حقيقي وتبقى الحياة الطيبة مرهونة بالإيمان والعمل الصالح' 'مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ'.