مهما تقدم العلم الإنساني وتقدمت الحضارة المادية فإنها تظل عاجزة عن تقديم إي إجابة متماسكة حول جميع الأسئلة المصيرية التي تتعلق بوجود الإنسان والتي تتخلص بالأسئلة الثلاثة: من أين؟ ولماذا؟ وإلى أين؟ ولا يوجد كتاب في هذا العالم يقدم لنا الإجابة الشافية لهذه الأسئلة إلا كتاب الله العزيز الذي بين أيدينا والذي يهدي إلى التي هي أقوم وقد يسره الله لمن أراد أن يتذكر ويتفكر. ومن عظمة هذا الكتاب وإعجار التيسير لفهمه أن كل قارئ لهذا الكتاب يفهم منه ما يتفق مع مستواه الثقافي والمعرفي وكلما تطورت ثقافة الإنسان وتعمقت معرفته وعاد لقراءة القرآن تتكشف لها أسرار جديدة لم يكتشفها من قبل. وتواجه الإنسانية اليوم مأزقاً وجوديا خطيراً يتصاعد من وقت إلى أخر مع تصاعد الثقافة العدمية الجاحدة لجميع القيم الإنسانية والتي لا تؤمن إلا بالقيم النفعية وتحمل هذه العدمية تهديداً وجودياً للحياة الإنسانية ولهذا يحاول الفلاسفة البحث من مخرج من هذا المأزق بالدعوة إلى العودة إلى الدين والتبشير بمرحلة ما بعد العلمانية ولو أنهم عادوا إلى الإسلام لوجدوا بغيتهم في تحقيق التصالح بين العلم والإيمان والروح والمادة وحقوق الله وحقوق الإنسان.