أكبر ما يفسد جهود محاربة الإرهاب والتطرف تسييس هذا الملف واستخدامه لمجرد النكاية السياسية والتحريض ضد الخصوم وتبرير القمع .
كل الجهود الفكرية لمحاربة التطرف التي تتغافل عن أهمية تأسيس السامح والتعايش في المجتمع على ثقافة الحرية و حقوق الإنسان والديمقراطية تعمل على خدمة التطرف وتحافظ على جذوره ومبررات وجوده.
كيف يمكن تأسيس ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية بسياسة متطرفة في سياستها الاقصائية، قمعية في مواجهة الحريات، عدوانية تجاه الرأي الأخر، شمولية في توجيه الإعلام، مستعصية على دعوات الإصلاح السياسي؟ .
يفقد التطرف مبررات وجوده بغياب القمع واحترام كرامة الإنسان وفتح مجال المشاركة في القرار وترسيخ المواطنة المتساوية والتوزيع العادل للثروة لتحقيق العدالة الاجتماعية.
تعلن الأنظمة الاستبدادية عن محاربة التطرف وتتبنى سياسات عملية تعمل على تدعيم تدعيم التطرف وتجذيره لاستخدامه مبرراً للاستحواذ على السلطة والثروة ومصادرة الحقوق والحريات .