الحاجة إلى التفكير الموضوعي والتجرد من أهواء العواطف والانفعالات الذاتية حاجة ماسة للوصول إلى الحقائق وإدراك الواقع كما هو لا كما نتخيله .
التفكير الموضوعي يوفر لنا الحد الأدنى من الوعي الذي يساعدنا على اتخاذ القرارات السلمية في حياتنا بعيداً عن الأحكام المتسرعة التي ترتبط بملابسات غير عقلانية وقد علمنا القرآن الكريم هذا المنهج 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ' .
بالتفكير الموضوعي نستطيع إدراك الفروق بين أعداءنا والمحايدين والمناصرين بصورة دقيقة وقد علمنا القرآن الكريم هذا المنهج في دعوته للتفريق بين من نختلف معهم فليس الجميع سواء ' لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ '' وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ'.
بالتفكير الموضوعي لا ننزلق في التعامل مع الآخرين بناء على النزوات والكراهية الشخصية التي تنعكس سلباً على الحقوق والواجبات وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى هذا المنهج في قوله تعالى' وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى'
إغفال التفكير الموضوعي والانسياق وراء الأهواء الذاتية يترتب عليه الضلال رغم العلم وتعطيل جميع وظائف الحواس في التوصل إلى المعرفة كما أكد ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى' أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون '