نتوقف معكم مع بعض القيم الإنسانية الإسلامية التي أكد نبينا الكريم اقتران خيرية الأمة بها كما جاء في الحديث المرفوع الذي رواه الطبراني عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ' لا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَتْ صَدَقَتْ ، وَإِذَا حَكَمْتَ عَدَلَتْ ، وَإِذَا اسْتُرْحِمَتْ رَحِمَتْ ' .
أول قيمة إنسانية إيمانية أكد عليها الحديث وربط خيرية الأمة بتحقيقها هي قيمة الصدق والصدق مع الله ومع النفس ومع الأخرين أساس كل إصلاح ومبدأ كل تغيير فإذا غاب الصدق في حياة الأمة وساد النفاق والرياء غاب الركن الأول من أركان الخيرية.
القيمة الثانية التي تقترن خيرية الأمة بتحقيقها هي قيمة العدل وهي نتاج للقيم السابقة فالأمة الصادقة مع الله والناس لا سبيل أمامها لتأكيد صدقها إلا تحقيق العدل و الصدق في محاربة الظلم والطغيان.
القيمة الثالثة التي ترتبط خيرية الأمة بها قيمة الرحمة فمن كان صادقاً في قوله عادلاً في فعله لابد أن يكون رحيما في شعوره ومشاعره وعندما تتحول قيمة التراحم إلى قيمة راسخة في الأمة تختفي الكثير من الآلام والأوجاع و الشرور.
إذا كانت خيرية المجتمع مقترنة بسيادة قيم الصدق والعدالة والتراحم فإن فساد المجتمع يقترن بغياب هذه القيم وحضور أضدادها كالكذب والنفاق والظلم والفظاظة والغلظة .
مما يستفاد من الحديث النبوي أن إصلاح المجتمع يبدأ بتربية الفرد والأسرة على هذه القيم الإنسانية الإسلامية وإعطاءها الأولوية وتنويع الأساليب والوسائل التي تعمل على تعزيز وترسيخ هذه القيم.
مما يجب التأكيد عليه في سياق تربية الأمة على هذه القيم السامية أن فضل هذه القيم لا يقتصر على الدنيا فإن الفلاح بالآخرة يقترن بتحقيق هذه القيم في الدنيا.