أحدثت التطورات التقنية في عالم الإعلام والاتصالات تغييرات جذرية على القيم البشرية في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وجميع المجالات وغيرت بشكل جذري طبيعة الحياة وأنماط العلاقات.
إذا كان للتطورات التقنية في الإعلام الجديد بعض الجوانب الايجابية في كسر احتكار الإعلام وإتاحة فضاء للتواصل وتبادل الأفكار فإن من جوانبها السلبية القدرة على التضليل وتشويه الحقائق وتعطيل عمليات التفكير العميق وضعف العلاقة بالكتاب والقراءة .
ساعدت مواقع التواصل الجديد بطريقتها الشعبوية وطبيعتها الجماهيرية المفتوحة على تصاعد ثقافة شعبوية تعادي الأخر وتتبنى حملات الكراهية وتحارب قيم التعايش والمواطنة المتساوية .
أتاحت مواقع التواصل والتطورات التقنية فرصة كبيرة للأجيال الجديدة للتفاعل مع أبناء الثقافات والأديان المختلفة وبقدر ما يعد هذا ايجابياً فإنه يتضمن مخاطراً كثيرة على الأجيال الجديدة التي لم تجد الفرصة الكافية لدراسة دينها وثقافتها الخاصة فيتحول التفاعل إلى ذوبان وانسلاخ.
تحمل التطورات الإعلامية والتقنية مخاطر كثيرة تستوجب بناء مناهج للتربية الإعلامية تواكب هذه التطورات وتساعد على تنمية التفكير الناقد وتحصين الأجيال بالخصوصية الثقافية والدينية والأخلاقية التي تساعد على التفاعل الايجابي وتجنب السلبيات.