حالة التيه والضياع والصراعات التي تعيشها أمتنا الإسلامية ناتج من نواتج غياب الشعور بالانتماء إلى الأمة الواحدة وشتات الهويات المتنافرة التي تتمحور على المصالح الأنانية
كلمة التوحيد ووحدة الكلمة سياج منيع لحماية المجتمعات من عواصف الأهواء ووحدة الكلمة لا تعني رفض تعدد الكلمات في إطار حضاري واحد .
لا مانع من تعدد أشكال الانتماء من الانتماء إلى الأسرة والعشيرة إلى الانتماء إلى الوطن وغيرها من دوائر الانتماء على أن يكون محور هذه الانتماءات وسيدها وموجه بوصلتها هو الانتماء إلى الدين وأمة الدين.
إذا لم تكن كل دائرة انتماء صغيرة خلية مصغرة في دائرة الانتماء الكبير لهذه الأمة تتحول دوائر الانتماء الصغيرة إلى دوائر متآكلة لا متكاملة ومتفاصلة لا متواصلة
تمزيق دوائر الانتماء نقض لعهد الله الذي جعل المؤمنين إخوة وأمة واحدة وتقطيع لما أمر اه به أن يوصل يؤدي إلى الإفساد في الأرض' الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ'
الانتماء في علم النفس الاجتماعي حاجة أساسية من حاجات الإنسان لتحقيق التوافق النفسي والاستقرار الاجتماعي و الانتماء إلى أمة التوحيد والرسالة يعمل بالإضافة إلى ذلك على إشباع الجوانب الروحية والتوافق مع نظام الكون الذي خلقه الله لعبادته وتسبيحه .
الشعور بالانتماء إلى الأمة يعزز الشعور بأهمية تنمية مظاهر الخيرية في هذه الأمة والتي تتمثل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق العدل ومحاربة الظلم ' كنتم خير أمة أخرجت للناس،تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر'.