توقفنا في الجمعة الماضية مع بعض الدروس التربوية في أول سورة البقرة و المستفادة من المقابلة بين صفات المتقين وصفات المنافقين ونتوقف هذا الأسبوع مع الآيات من21-25 ابتداء من النداء الرباني الخالد لتذكير البشرية برسالتهم الخالدة 'يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ'.
'يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ' نداء إلى كافة المخلوقين يؤكد حقيقة منطقية فمن خلقنا هو المستحق وحده لنتوجه إليه بالعبادة.
'الذي جعل لكم الأرض فراشا، والسماء بناء، وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم، فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ' لم يشارك الله أحد في خلقنا ولا في خلق السموات والأرض ووسائل الحياة فكيف نشرك بالله أنداداً ونحن نعلم أنهم مخلقون مثلنا؟.
أيها الجاحدون : ما الذي يمنعكم من الاستجابة لداعي الحق؟ إن كان يمنعكم الارتياب بمصداقية الرسالة فاستجيبوا لهذا التحدي الصارخ والمعجز والذي يفجره الخطاب القرآني في وجوهكم متحدياً إياكم الاتيان بسورة من مثله. 'وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ '
وإمعاناً في التحدي يؤكد الخالق عجزكم وإفلاسكم من الاستجابة للتحدي ويكاشفكم بمصيركم ومصير كل جاحد معاند 'فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ '
وفي مقابل النهاية البائسة للجحود يرسم لنا النص القرآني النهاية السعيدة لأهل الإيمان والعمل الصالح وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ 'وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ '.