توقفنا في الجمعة الماضية مع صفات المتقين في الخمس الآيات الأولى من سورة البقرة ونتوقف في هذا الأسبوع أمام صفات غير المتقين ونبدأ بصفات المشركين والمنافقين .
أول سمة من سمات الكافرين الجاحدين عدم الانتفاع من الموعظة فيستوي عنهم الإنذار وعدم الإنذار 'إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ'
ومن سمات الكافرين أن تتعطل لديهم جميع وسائل الهداية القلبية والعقلية والحسية 'خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ'
وإذا تعطلت وسائل الاهتداء عششت في القلب أمراض النفاق والتظاهر بالإيمان وإبطان الكفر ' وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ '
يعتقد أهل النفاق إنهم أذكياء يضحكون على عقول الآخرين ويخادعون الله ورسوله ولكنهم في حقيقة الأمر لا يخدعون إلا أنفسهم' وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ '
القلوب المريضة والنفوس المعتلة يعاقبها الله في الدينا بأن يتركها في غيها فتزداد مرضاً على مرض لتستحق العقاب الأليم بعد ذلك 'فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ'
لا يكتفي أهل النفاق بعدم الاستجابة لدعاة الإصلاح بل يصل بهم الغرور إلى الإدعاء بأنهم مصلحون في فسادهم وأن المصلحين فاسدون حسب معاييرهم المختلة 'وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ .. أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ'
ديدن أهل النفاق السخرية من أهل الاصلاح والتعالي عليهم وصفهم بالألقاب التشهيرية والاستهزاء بهم واللهُ يستهزئ بهم وهم لا يشعرون 'إِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ .. وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون.. اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ'
و إلى وقفات أخرى مع دروس تربوية أخرى من سورة البقرة في فرصة قادمة بمشيئة الله