سورة البقرة هي أول سورة بعد الفاتحة وأكبر سورة قرآنية وهي سنام القرآن كما جاء في الحديث الشريف ' إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة' صححه الحاكم وابن حبان وحسنه الألباني
بعد أن نسأل الله في سورة الفاتحة الهداية إلى الصراط المستقيم نقرأ مباشرة في سورة القرة السبيل إلى هذه الهداية 'ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ '
تضمنت سورة البقرة جميع وسائل الهداية الإنسانية الفردية والأسرية والجماعية واحتوت على أحكام تفصيلية في إصلاح الفرد والأسرة والمجتمع.
يؤكد مطلع سورة البقرة أن القرآن الكريم يهدي إلى التي هي أقوم ولكن لا ينتفع من هدايته غير المتقين ' للمتقين' فالذي لا يبذل الجهد في التوقي والحرص على النجاة ينحرف عن صراط الهداية.
أكدت سورة البقرة أن أهل التقوى هم أهل الهداية وفصلت بعد ذلك صفات المتقين وقارنتهم بغيرهم وشرحت وسائل تحصيل التقوى وأكدت أن التقوى هو الغاية من الخلق'' يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ' (21)
كما ذكرتنا سورة البقرة في بدايتها أن الغاية من بداية الخلق هو تحقيق التقوى أكدت في نهايتها أن سبيل النجاة في النهاية هو التقوى' وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُون' سورة البقرة الآية: (281)
حددت سورة البقرة في البداية الصفات الإجمالية للمتقين وأول صفة هي الإيمان بالغيب فالذي لا يؤمن بالغيب ليس أهلاً لأي هداية إيمانية ولا قيمة لأي تكاليف أخرى قبل شرط الإيمان بالغيب.
في تناولات قادمة نعيش مع الدرس الإيمانية في رحاب هذه السورة القرآنية التي حثنا نبينا الكريم على قراءتها وتدبرها جاء في صحيح مسلم ' اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ' وفي صحيح مسلم أيضاً ' إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة'