إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

أهمية التربية على قول لا
في القرن الأول الهجري قال الشاعر العربي المشهور بالمثقف العبدي:
لا تَقُولن إذا ما لم تُرِدْ
أن تُتِمَّ الوعد في شيءٍ نَعَمْ
حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لا
وقَبِيحٌ قولُ لا بعد نعمْ
إن لا بَعْدَ نَعَمْ فاحِشَةٌ
فبِ لا فابْدأ إذا خِفتَ الندمْ
وهذه البداهة الفطرية  التي أدركها  الشاعر العربي حول أهمية  قول لا يؤكدها اليوم علماء التربية والنفس الإنسانية وهم يفندون اعتقاد البعض أن قول نعم  في جميع الأحوال تصرف إيجابي، ويؤكدون أن التردد في قول لا عند الحاجة ظاهرة غير صحية تستنزف أوقات الفرد وطاقته وسعادته وتكون في الغالب على حساب خططه وأهدافه، فضلا عن كون  قول كلمة نعم في جميع الحالات يقلل من اعتبار الشخص ويظهره كشخصية ضعيفة غير قادرة على المواجهة.  
وحتى نكون واقعيين أكثر يجب أن نعترف أن جميعنا يتعرض أحياناً لمواقف يصعب عليه أن يقول فيها لا رغم تعارض قول نعم مع رغبته وخطته، نظراً لطبيعة الموقف أو طبيعة علاقتنا بالأشخاص، ولكن يجب ألا يتكرر ذلك ويتحول إلى عادة، ويجب أن نربي أنفسنا وأبناءنا على قول كلمة لا حين تتعارض كلمة نعم مع أهدافنا ورغباتنا.
ولكن ينبغي في المقابل أن نجيد قول كلمة لا بلباقة وبمسؤولية إنسانية أخلاقية  فلا نقولها في الحالات الإنسانية الحرجة والتي قد يتسبب فيه قولها بأضرار بالغة أو حين يكون الآخرون بحاجة ماسة إلينا وليس لديهم من يقف بجوارهم غيرنا وأن نتذكر دائما حديث لا ضرر ولا ضرار ليساعدنا على الموازنة الدقيقة بين تجنب إلحاق الضرر بأنفسنا والإضرار بالآخرين.