إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

درس القنافذ في ليالي البرد القارسة
في كل لحظة من لحظات الزمن عبرة، ومع كل تقلبات الليل والنهار والحر والبرد تتقلب أحوال الإنسان الجسدية والنفسية، و في هذه الليالي الشتائية الباردة نتوقف مع درس التوازن والاعتدال في سائر تعاملاتنا وجميع أحوالنا ونستلهم هنا هذا الدرس في هذه الليالي من عالم الحيوانات.
 وقد علمنا القرآن الكريم أن نستفيد من جميع التجارب وألا نستكبر عن الحكمة لو كانت من عالم الحيوانات، ففي بدء الخليقة بعث الله غراباً ليعلم ابن أدم كيف يواري جثة أخيه.
ومن دروس التنمية الذاتية التي نتذكرها في ليالي الشتاء  درس القنافذ، والقنافذ حيوانات صغيرة أجسامها مغطاة بالأشواك، وتعاني القنافذ كثيرا من البرد القارس.
 ويحكى أن بعض القنافذ اختبأت في الشتاء من البرد القارس وحاولت الاقتراب من بعضها لتوليد الدفء ولكن الأشواك في جلدها الخارجي كانت تؤذيها، فابتعدت عن بعضها فأذاها البرد، وقررت بعد عدة محاولات أن تقترب من بعضها بدرجة معينة تمنحها الدفء بدون أن تتأثر من الأشواك.
 واكتسبت القنافذ هذا الدرس في التوازن بعد تجارب عديدة وبعد آلام كثيرة، فجدير بنا أن نستفيد من درس القنافذ في تحقيق هذه التوازنات في حياتنا وعلينا أن نحرص على الاقتراب من الآخرين والتواصل معهم، والحرص في نفس الوقت على ابقاء مسافة نحافظ من خلالها على خصوصياتنا.