إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

أهمية الوعي بآلية اكتساب العادات
 عندما نسمع كلمة عادة تنصرف الأذهان غالباً إلى العادات السلوكية الجسدية التي يعتاد الإنسان على ممارستها كل يوم مع أن مفهوم العادات مفهوم عام يشمل العادات الجسدية والعادات العقلية والعادات النفسية والعادات الوجدانية.
والعادات النفسية أكثر أهمية من العادات الجسدية لأن العادات الجسدية في الغالب انعكاس للحالة الداخلية للإنسان والتحكم بالعادات الجسدية يبدأ من التحكم بالنفس سواء بواسطة العادات العقلية وما تتضمنه من تصورات وقناعات وأفكار وأنماط للتفكير، أو العادات النفسية وما تتضمن من استبطانات و تفاعلات وانفعالات وإحساس بالطاقة النفسية والعزيمة أو بالضعف والوهن أو القلق الزائد والتوتر والميل إلى العزلة والانطواء.
 وللعادات بجميع أنواعها إيجابيات وسلبيات، والقابلية لاكتساب العادات هي قابلية إيجابية لأننا بدون هذه القابلية لا يمكن أن نتعلم، فكل إنسان مفطور على قابلية لاكتساب عادات تساعده على التأقلم والتناغم مع ما حوله وتنظيم وقته وحياته، وعندما يتعرف الإنسان على هذه القابلية يتعرف على كنز من كنوز تغيير ما بالنفس، فيعمل على توظيف هذه القابلية لاكتساب العادات الحميدة والتخلص من العادات السلبية التي اكتسبها دون وعي، لأن معظم العادات يتم اكتسابه بطريقة آلية إما أن يصنعها الإنسان بطريقة تفاعله مع ما حوله أو يتم صناعتها لها من جهات تحاول التحكم فيه وتوجيه طاقاته في الاتجاهات التي تخدم مصالحها والوعي بكيفية عمل هذه الآلية هو نقطة البداية للتحرر من تأثير هذه الآلية السلبي وتوظيفها التوظيف الإيجابي.
الوالد العنيد في تعامله مع أطفاله، والذي يحشر نفسه في كل صغير وكبيرة، ويحاسب أطفاله على كل شاردة وواردة، ويميل إلى التحكم والسيطرة و يكتم أنفاس الطفل ويسبب لديه نفور وعناد مماثل فيواجه الطفل العناد بالعناد ويلجأ إلى البكاء المتواصل من أجل الضغط للحصول على مطالبه