إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

من تواضع صاحب المقام الرفيع
  التواضع سمة من سمات العظماء الراسخين، وأصحاب المواهب الحقيقية والأخلاق السامية، ومن علامات الكمال البشري، وجميع هذه الخصائص توفرت في صاحب الخلق العظيم والرحمة المهداة للعالمين الذي رفع الله ذكره 'وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ' فزاده ذلك تواضعاً للخالق وللخلق.
 فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يصف تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم فيروي أن رجلاً جاءه فكلّمه فجعل ترعُد فرائصُهُ فقال له: 'هوِّن عليك نفسك فإني لستُ بِمَلِكٍ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد في هذه البطحاء'.
وروى أحمد أن رَسُولُ صلى الله عليه وسلم كان  يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِه' وكان ينهى أصحابه عن القيام له ' لا تَقُومُوا كَمَا يَقُومُ الْأَعَاجِمُ، يُعَظِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً'.
ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري أنه إذا جاء غريب ودخل مجلساً فيه النبي عليه الصلاة والسلام  لم يستطع أن يُفَرِّق بينه وبين أصحابه، فكان يسأل: 'أَيُّكم مُحَمَّدٌ؟! والنبيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بين ظَهْرَانِيهِم'.
وروى البخاري أيضاً عن أنس بن مالك قال:' كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ'.
ما أعظم تواضع هذا النبي العظيم ولا يستع المقام لسرد جميع مظاهر تواضعه صلى الله عليه وسلم الذي لا يزيده إلا رفعة وكرامة.