إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

أهمية التعلم على التعاون مع الآخرين
دأبت الكثير من مواقع التنمية الذاتية على الحديث عن تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس والاستقلالية والاعتماد على الذات وهذه مطالب تربوية في غاية الأهمية، ولكن التركيز عليها مع إغفال الحديث عن تنمية روح العمل الجماعي والمشاركة مع الآخرين  واعتماد نمط التعلم القائم على التعاون مع الآخرين يؤدي إلى ظهور اختلالات تربوية في شخصية المتربي كالنرجسية والمغالاة في حب الذات واحتقار الآخرين والفشل في التواصل الإيجابي معهم وضعف التنشئة الاجتماعية والافتقاد إلى الشعور بالحب والانتماء، فضلاً عن كون النجاح الفردي المحدود الذي يفتقد إلى البعد الاجتماعي يجعل الشخص يدور حول ذاته ويفقد صلته بهويته الدينية والثقافية وقضايا أمته والانتماء إلى المجتمع الإنساني. 
و الحديث عن التعلم التعاوني لا يستهدف بالضرورة إلغاء التعلم الفردي والتنافسي، فنحن في حاجة إلى تنويع جميع طرق التعلم للعمل على بناء شخصية الطفل بناءً تكاملياً يساعد الطفل على الاعتماد على ذاته وخوض غمار التنافس الشريف مع غيره، ومد يديه للتعاون مع إخوانه للعملً من اجل أهداف مشتركة والعمل بروح الفريق الواحد الذي يعتمد فيه نجاح كل فرد على نجاح الآخرين وتشجيع كل فرد للآخر وتجسيد حالة البنان أو البنيان الذي يشد بعضه بعضا.
والتعلم القائم على التعاون مع الآخرين لا يقتصر على غرفة الصف، ويمكن ممارسته عبر التطبيقات الرقمية ومواقع التواصل من جلسات العصف الذهني وغيرها، وعلى الوالدين في المنزل تربية أولادهما على بعض أنماط التعلم التعاوني ويجب أن يكون الزوجين قدوة حسنة للأبناء في تعاونهما مع بعضهما  لأداء بعض الواجبات المنزلية.