إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

أهمية توفيق الخالق في تعزيز فرص نجاح الخلق
لا نريد أن نقلل في هذه التناولة من أهمية العمل وأهمية الكفاح وبذل الجهد والمثابرة والتخطيط والذكاء والموهبة، ولكننا  نشير إلى ما أكدته دراسات إحصائية حديثة بأن كل ذلك لا يكفي لتحقيق النجاح وأن الفرص الكثيرة لتحقيق النجاح تحققت بالتوفيق الإلهي وما يسميه الماديون بالحظ السعيد. 
وأكدا دراسة أجراها فريق بحثي إيطالي أن الأشخاص الأكثر نجاحا في العالم ليسوا بالضرورة هم الأكثر موهبة، 'بل الأوفر حظّاً' ومن ضمن فريق البحث عالما الفيزياء أليساندرو بلوتشينو، وأندريا رابيساردا، والخبير الاقتصادي أليسيو بيوندو، واستعان الفريق  بنظام محاكاة باستخدام الكمبيوتر لقياس مدى النجاح استنادا إلى الثراء المالي، وكانت المفاجأة التي توصلوا إليها هي أن الأكثر نجاحا في العالم لم يكونوا بالضرورة الأكثر موهبة، بل الأوفر حظّاً. وهذا لا يعني كما أكدنا عدم أهمية الجهد والموهبة، ولكن الجهد البشري ليس كل شيء فالعامل الحاسم هو التوفيق الإلهي كما تؤكد الدراسات العلمية وتؤكد دراسات أخرى أن الأشخاص الذين يعتقدون أن نجاحهم بسبب التوفيق هم الأكثر تضحية والأكثر إنفاقاً في سبيل الخير كما أكد ذلك روبرت فرانك، مؤلف كتاب 'النجاح والحظ'. ونخلص مما سبق إلى أهمية الدعاء والالتجاء إلى الله والتوكل عليه قبل وأثناء العمل، والاعتقاد بعد النجاح في العمل بأن كل ذلك بفضل الله وحده وبتوفيقه وفضله وكرمه وبداية فشل بعض الناجحين هي اعتقادهم أن جهودهم وحدها وذكاءهم هي وحدها وراء  نجاحهم وترديدهم لمقولة قارون' إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ'
إحالة مرجعية هنا