يعتقد البعض أن التربية الجمالية تربية ترفية كمالية لا تستحق أن نعطيها الأولوية في قائمة اهتماماتنا، وهذا الاعتقاد يتناقض مع الرؤية الشمولية للتربية التي تنطلق من الإيمان بوحدة الإنسان و تشابك القيم والمدركات الإنسانية وتأثير بعضها في بعض.
ويكفي ان نعرف أن قيمة الجمال قيمة يحبها الله فالله جميل يحب الجمال كما جاء في الحديث الصحيح وقد امتنَّ الله علينا بنعمة الجمال ' ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون'.
والتذوق الجمالي يشمل تذوق الحقائق القرآنية والجمال الفني في النصوص القرآنية والنبوية وفي الأدب العربي، ويشمل تذوق جمال آيات الله الكونية، وقد أمرنا الله بالتفكر في جمال الكون في أكثر من آية ' أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ'.
والتربية على قيمة تذوق الجمال يجب أن تبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة ولهذا يقول الخبير التربوي الألماني 'هربارت سبنسر أن 'من لم يعتَدْ في صغره التجوال بالخلاء، وتنسيق مجموعات من النباتات، صَعُب عليه أن يفقه ما انطوت عليه المروج الخضراء، والحقول الزهراء، ورائق الشعر، ورائع النظم'.
ومن هنا يأتي دور الأسرة في التربية الجمالية والتي يجب أن تبدأ في الحرص على تنظيم بيئة المنزل و اضفاء اللمسات الجمالية في غرفة نوم الأبناء أو غيرها من الأماكن الممكن تزيينها، وتربية الطفل على النظام وإدراك الفرق بين التجانس والفوضى في البيئة المحيطة به.
ويشير بعض الخبراء أن افتقاد الأبناء إلى التربية الجمالية في مرحلة الصغر يحرمهم من السعادة في مرحلة الكبر والتربية على حب الجمال تعمل على تنمية الجمال الداخلي في نفس الإنسان الذي يجعله يرى الأشياء الجميلة في كل ما يحيط به والذي نفسه بغير جمالٍ لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً.