إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

دور الفرد في التنمية الإيمانية
أكدنا في مقال الأمس على المسؤولية الفردية عن التنمية الإيمانية وأن الفرد هو المسؤول الأول عن تزكية النفس بتنمية الإيمان والتقوى وحب الخير في نفسه، وأن من ينمي إيمانه هو المستفيد الأساسي من التنمية الإيمانية وسؤالنا اليوم عن كيفية تنمية الفرد لإيمانه.
 إن أول خطوة في مسار التنمية الإيمانية هي
 1-  استنهاض الإرادة و تعزيز الوعي بأهمية تنمية الإيمان والتقوى والاستشعار العميق لمسؤولية الفرد عن تنمية إيمانه وتزكية نفسه، واستشعار انعكاسات هذه التنمية على مستقبل الإنسان في الدنيا والآخرة.
فإذا توفر الوعي والإرادة فإن الخطوة الثانية تتمثل بـ
 2- صدق اللجوء إلى الله وطلب عونه وهدايته وتوفيقه والتضرع الدائم بتيسير طريق الهداية و الطريق المستقيم إلى تنمية الإيمان والتقوى والترتيب هنا بين الخطوة الأولى والثانية ليس ترتيباً اعتباطياً بل ترتيب منهجي قرآني فالخطوة الأولى تتحقق فيها مشيئة الفرد بالتنمية الإيمانية وفي الخطوة الثانية تأييد مشيئة الله التوفيقية لمن صدقت مشيئته الفردية قال تعالى' لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ' فمن صدقت مشيته الفردية في تنمية إيمانه وصدق في طلبه توفيق الله سيوفقه الله لتنمية إيمانه،  ومن نسي الله أنساه الله نفسه ونسيه 'وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ' وهذا الصنف الأخير هم المحرمون من هداية الله فلا يوفقهم الله لتنمية إيمانهم وتزكية قلوبهم 'أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ' ونعوذ بالله أن نكون من هؤلاء. 
وبعد صدق الإرادة وصدق اللجوء إلى الله تأتي خطوة
3- إعلان التوبة الصادقة إلى الله عن جميع الذنوب والحرص على سلوك طريق الاستقامة.
4- ملازم الذكر والدعاء والحرص على الورد القرآني اليومي وصلاة الجماعة.
5 - التقرب إلى الله بالنوافل ويمكن للعبد أن يتدرج في تنمية إيمانه بالنوافل حتى يصل إلى مراتب عظيمة يشرحها الحديث القدسي التالي' وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ'.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يرتقي بإيمانه إلى هذه الدرجات الرفيعة وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.