إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

من أخلاق صاحب الخلق العظيم
لا تزيدنا حملات الإساءة من المعتوهين إلا حباً لنبي الإنسانية صاحب الخلق العظيم منارة الهداية والقدوة الذي رباه الله فأحسن تربيته، وأصبحت أخلاقه قرآناً يمشي في الناس 'لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا'.
والذي كان يعلم الناس الأخلاق الفاضلة ويؤكد لهم إن أحبهم إلى الله وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة أحسنهم أخلاقاً وجاء في الحديث المتفق عليه 'إن خياركم أحاسنكم أخلاقًا' وكان يعلم الناس الأخلاق بمفهومها الشامل 'لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق'.
و تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا إمرأة، ولا خادمة، إلا أن يجاهد في سبيل الله. وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم فينتقم لله عز وجل'.
ويقول عبد الله بن عباس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ويروي لنا أبو هريرة رضي الله عنه صورة أخرى من الأدب الجم الذي كان يتمتع به صاحب الخلق العظيم فيقول' ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاب طعاما قط. كان إذا اشتهاه أكله وإن لم يشتهه سكت' ولن يتسع المقام لسرد الصفحات الناصعة في سيرة نبينا العظيم والتي تشكل مدرسة عالمية للأخلاق الفاضلة، ولكنها تذكرة في عهد تجرأ فيه عديم خلقٍ على صاحب الخلق العظيم.