إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

تعليم الأطفال بين تحبيب الترغيب وترهيب الإلزام
ثمة حقيقة يجب الاعتراف بها وهي أن نسبة ضيئلة من الطلبة يذهبون إلى المدراس بحب ورغبة في التعلم، في حين يذهب الأغلبية إما انصياعاً لرغبة أهاليهم، أو خضوعاً للتقاليد التي تم توارثها فأصبح الذهاب إلى المدرسة ضمن الواجب المستمزج بتأثير العادة.
 وبناء على ذلك فإن أكثر الصعوبات التي تواجه المتعلمين هي أن معظمهم يفتقدون إلى الرغبة العميقة بالتعلم والشغف الداخلي والدافعية البعيدة عن ترهيب الإلزام العائلي أو سلطة العادة الاجتماعية.
 والخطوة الأولى التي ننصح بها في تحبيب الأطفال بالتعليم هي:
 1- أن يحب المعلمون مهنة التعليم فالمعلم الذي يمارس التعليم باعتباره رسالة ويمارسه بشغف ومحبة ينقل هذه المحبة والشغف إلى طلابه بصورة تلقائية على عكس المعلم الذي يمارس التعليم كوظيفة ومجرد اسقاط واجب لاستيفاء الراتب. وجميعنا نتذكر بعض المعلمين الذين كنا نحبهم وكنا نشعر أنهم يحبون التعليم ويمارسونه بشغف ومحبة وأصبحنا نحب المواد التي كانوا يدرسونها. 
وينصح الخبراء
 2- أن يظهر المعلم لطلابه فائدة التعليم على حياته الشخصية، وكيف استفاد من المعلومات التي يقدمها للطلبة في الحياة العملية فالتعليم ذو المعنى يحبب الطلبة بالتعليم ويحفزهم على التعلم.
ويجب
 3- أن يشجع المعلم الطلبة على التعبير عن أرائهم في مادة التعلم ومحاولة التعرف على ما يثير اهتماماتهم لكي يربط مادة التعلم بهذه الاهتمامات. 
وعلى المعلم
 4- أن ينوع أنماط التعلم وهناك سبعة أنماط أساسية: هي البصرية والسمعية واللفظية والبدنية والمنطقية  والجماعية والفردية.فمثلاً الأطفال الذين يحبون التعلم البصري يتعلمون بصريًا بشكل أفضل من خلال رؤية كيفية عمل الأشياء. وعلى العكس الأطفال السمعيون  يتعلمون بشكل أفضل من خلال الاستماع إلى الأشياء التي يتم شرحها. و من المفيد استكشاف وتوظيف أنواع مختلفة من أنماط التعلم. 
وتنصح الدراسات العلمية المعلم
 5- أن يستخدم الألعاب كأداة تعليمية، فالتعلم القائم على الألعاب مفيد للغاية في تحبيب الأطفال للتعلم وتحقيق أهداف التعلم بدافعية مرتفعة وخاصة في الفصول الدراسية. 
ومن الوسائل التي تساهم في تحبيب الأطفال في التعلم
 6- أن يوضح المعلم للطلبة أن المهم هو  المهارات التي يتعلمونها وليست الدرجات، لأن رهاب الخوف من الرسوب والدرجات المنخفضة يقتل الدافعية للتعلم. 
ومن وسائل تحبيب الأطفال في التعلم
 7 - تركيز المعلم على نقاط القوة والتفوق عند الطلبة والثناء عليها، والإشادة بكل تطور يقوم بها الطلبة بدلاً من التركيز على نقاط الضعف وتوبيخهم عليها. 
ومن الوسائل المهمة و التي كانت بارزة في حياة الحبيب المصطفى المعلم الأمثل
 8-  إحترام المعلم لطلابه ومراعاة حقوقهم وكرامتهم واشعارهم بحبه لهم وحرصه على مصلحتهم.
والوسيلة الأخيرة التي تساهم في تحبيب طلبتنا في التعليم هي
 9- ربط التعلم برضى الله و الأجر الجزيل الذي أعده الله لأهل العلم، و في ذلك آيات كثيرة و أحاديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم.
  وفي جميع هذه الخطوات من المهم أن يتواصل المعلمون مع أولياء الأمور للتنسيق في إيجاد بيئة منزلية ومدرسية ملائمة ومحفزة على التعلم بعيداً عن ترهيب الإلزام من أجل بناء الدافع الداخلي والشغف المعرفي والرغبة العميقة بالتعلم.