إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

طفلي يكذب.. فكيف أتعامل معه؟
يولد الطفل على الفطرة السليمة، ولكن الكثير منا يلاحظ أن بعض أطفالنا يتعلمون الكذب في سن مبكرة قد تبدأ من السنة الثانية و الثالثة مع بداية تعلم الكلام، وهذا يفتح باب السؤال عن أسباب كذب الأطفال ومعرفة السبب هو نصف الطريق لمعرفة طريقة التعامل.
يشير الخبراء إلى أن الكذب في مرحلة عمرية مبكرة من 2-4 سنوات يرتبط بالقدرات الخيالية المتطورة لدى الطفل في هذه المرحلة العمرية التي لا يفرق فيها بين الواقع والخيال وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى التعامل معه بهدوء ومحاولة تعريفه للفرق بين الحلم والواقع بدون زجر شديد.
 ومن 4- 8 قد يكذب الطفل ليحصل على مراده أو يتجنب ضرر أو عقوبة ما وفي هذه المرحلة يجب أن نشعر الطفل بالأمان و أن نقوم  تعليمه أخلاقيات الصدق والأمانة عبر القدوة  الحسنة وبتحويل الصدق والأمانة إلى قيمة أساسية من قيم الأسرة،عبر القصص الهادفة وغيرها وإذا استمر الطفل بالكذب يمكن استخدام العقوبات غير البدنية كتكليف الطفل بمهمة إضافية أو بحرمان بسيط من بعض المزايا.
 أحياناً يكذب الطفل في هذه المرحلة ليلفت انتباه الآخرين إليه، أو بسبب الخوف من تغير نظرة الوالدين منه وفي هذه الحالة يجب أن يعمل الوالدان على إشباع حاجات الطفل ومشاركته أحلامه وطموحاته ومخاوفه ومساعدته على تحقيقها وإشعاره بتقبلهما له في جميع أحواله عندما يكون صادقاً وأميناً.
 ومن الدراسات الغريبة التي ينبغي التعامل معها بحكمة و حذر  الدراسات التي تؤكد أن كذب الطفل دليل على ذكائه، فلا تعني هذه الدراسة تشجيع الطفل على الكذب أو قبول ذلك السلوك ولكنها تعني أن الطفل الذي يمتلك القدرة على المراوغة في سن مبكرة لديه مواهب استثنائية يجب توظيفها التوظيف الصحيح في ضوء قيم الصدق والأمانة، وتفريغ مهارات الطفل في المراوغة في أنشطة صحية مثل ممارسة الألعاب الذكية والتفكير الإبداعي وغير ذلك.