إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

أثر استشعار الآخرة في تحقيق التقوى
من عوامل نجاح الصيام في تربية النفس، استشعار الصائم للآخرة فالصائم وهو يمتنع عن أكله وشرابه ينتظر أجره عند لقاء ربه، وهو يستشعر كل يوم هذا اللقاء الذي لابد منه، فيدفعه استشعار الآخرة إلى التأهب لهذا الموعد العظيم وهذا التأهب الدائم والترقب المستمر هو جوهر التقوى، وقد ربط الآيات القرآنية بين القرآن و التقوى واستشعار الآخرة في أكثر من موضع قال تعالى'أَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ'  
وكما نمتنع عن الأكل والشراب في نهار رمضان، لأننا نخاف من عقاب الآخرة عند قيام الساعة فيجب أن نتذكر عظمة هذا الموقف وانه لا نجاة منه إلا بالتقوى قال تعالى'يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ  إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ولكن عذاب الله شديد' 
فهذه الأهوال العظيمة لا نجاة منه إلا بالاستجابة للنداء الرباني ' يا أيها الناس اتقوا ربكم'  
يقول الألوسي في تفسيره لقوله تعالى 'إن زلزلة الساعة شيء عظيم' بعد الأمر بالتقوى بأن ذلك تعليل لموجب الأمر بذكر أمر هائل فإن ملاحظة عظم ذلك وهوله وفظاعة ما هو من مبادئه ومقدماته من الأحوال والأهوال التي لا ملجأ منها سوى التدرع بلباس التقوى مما يوجب مزيد الاعتناء بملابسته وملازمته لا محالة' 
وفي ذلكم الموقف العظيم يكون شأن المتقين مختلف عن غيرهم  لأنهم يأتون في وفود خاصة في ضيافة الرحمن وأنعم بها من ضيافة في وقت عصيب'  يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ، ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا' نسأل الله أن يجعلنا من المتقين وأن يجعلنا من الوافدين إلى الرحمن وأن ينجينا من نار جهنم.