إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

الصيام وتنمية التقوى في حياتنا السياسية
تحدثنا في المقال السابق عن دور الصيام في تنمية التقوى في حياتنا الاجتماعية، ونخصص هذا المقال للحديث عن دور الصيام في تنمية التقوى في حياتنا السياسية. 
وقد يستغرب البعض من الحديث عن علاقة التقوى بالسياسية نتيجة تأثير الثقافة العلمانية التي تقصر التقوى على الجوانب الفردية التي لا تتعلق بالشأن العام، مع أن إدارة الشأن العام ترتبط بمصالح الناس وتسيير أمورهم وترتبط بمعظم قيم الدين الكبرى، وعندما تتجسد حقيقة التقوى في نظام الحكم فإنه يعكس قيم الحكم بالعدل ولا يتأثر هذا العدل بالموقف من المعارضة أو الأعداء قال تعالى' وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى'.
ومن الأخلاق السياسية القريبة من التقوى خلق العفو'  وأن تعفوا أقرب للتقوى' وتتحقق التقوى في حياتنا السياسية عندما تسود الشورى' وأمرهم شوري بينهم' وعندما تسود ثقافة الجهاد بالمال والنفس في سبيل الله في سياق التصدي للمعتدين وفي سبيل الدفاع عن المستضعفين 'لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين' 
و تتحقق التقوى في حياتنا السياسية بتحقيق قيم الوفاء بالعهود والمواثيق والدساتير السياسية والصبر في البأساء والضراء وحين البأس' وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ' 
وتتحقق التقوى في الحكم عند تطبيق أحكام الشريعة والحكم بالشريعة هو نتاج للتقوى وسبب لتحقيق التقوى في نفس الوقت قال تعالى'وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ'.
نسأل الله أن يلهم أمتنا رشدها ويعيننا على تحقيق التقوى في أنفسنا وفي مجتمعاتنا وأنظمتنا السياسية والاقتصادية والتعليمية وسائر المعاملات.