إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

البلاء العام' وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً '
ثمة عقوبات يخص بها الله أشخاصاً دون غيرهم، وعقوبات تنال أقواماً دون غيرهم، وعقوبات عامة تشمل الجميع لأن الجميع شارك في موجب العقوبة ولو بالسكوت.
 ومن موجبات العقوبات العامة منكرات الظلم وعدم الإنكار على الظالم والأخذ على يديه قال تعالى 'وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ' جاء في تفسير الطبري أن الفتنة هنا ابتلاء يبتلينا به الله، ونقل الطبري عن ابن عباس في تفسير الاية قوله : أمر الله المؤمنين أن لا يقرُّوا المنكر بين أظهرهم، فيعمَّهم الله بالعذاب' وجاء في تفسير ابن كثير أن الفتنة التي تعم هي محنة يعم الله بها المسيء وغيره ، لا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب ، بل يعمهما ، حيث لم تدفع وترفع  كما قال الإمام أحمد. وجاء في تفسير الوجيز أن بلاء الفتنة  تصيب الظالم والمظلوم فلا تقع بالظَّالمين دون غيرهم ولكنها تقع بالصَّالحين والطَّالحين.
 ومن هنا تأتي أهمية مدافعة الظلم والنهي عن الفساد في الأرض ' فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ'.
 وجاءت أحاديث كثيرة تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل نزول العقوبات العامة'والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن اللَّه أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم'.
 وبناء على ما سبق، وبالنظر فيما نعيشه اليوم من بلاء يعم البلدان ويتضرر منها الصغير والكبير والغني والفقير والصالح والطالح؛ فإننا بحاجة ماسة إلى وقفة مراجعة لنحاسب أنفسنا على المظالم التي تفشت في مجتمعاتنا والتي أهلكت الحرث والنسل، والمسارعة إلى التوبة بإنكارها والسعي لتغييرها على أمل أن يرفع الله البلاء نسأله تعالى أن يغفر الذنب ويرفع الكرب.