إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

أهمية الاستغفار في تحقيق الاستقرار النفسي
في ظروف الأزمات والمخاوف ينصح الأطباء و علماء النفس بأهمية التحرر من حالة الخوف الزائد والهلع، ويؤكدون الحاجة الماسة للسكينة والطمأنينة والاسترخاء وراحة البال والاستماع بالحياة. ويحدثنا القرآن الكريم أن السبيل إلى هذه الطمأنينة والاستمتاع بالحياة هو الاستغفار والتوبة 'وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ' ويعدنا الحق عز وجل برفع البلاء عن المستغفرين التائبين' وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ' 'فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا'
ما أحوجنا إلى الاستغفار في مثل هذه الأجواء الملبدة بالخوف والحزن اليومي على ضحايا وباء كورونا، فهذا الاستغفار يعود علينا بالكثير من الفوائد الملموسة في حياتنا النفسية والعملية والغيبية. فمع أن الاستغفار والتوبة الصادقة إلى الله من أسباب رفع البلاء، فالاستغفار والتوبة أيضاً سبيلنا إلى الاستقرار النفسي والسعادة الداخلية والطمأنينة، وهذه الطمأنينة من أهم ما يحتاج إليه الإنسان في هذه الظروف الصعبة، فهي تقوي الجهاز المناعي وتساعد الإنسان على إدارة وقته بهدوء وعقلانية دون تفريط باتباع أسباب السلامة.
ومن يبتليه الله بالإصابة بهذا الوباء  فهو بحاجة ماسة إلى لزوم الاستغفار والثقة برحمة الله' 'لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ' وقد سمعنا الأمس أخباراً عن أشخاصاً ابتلاهم الله بكورونا فارتكبوا المنكر الأكبر بالانتحار نتيجة الهلع أو عدم  تحمل شدة الآلام وهذا من نواتج غياب الإيمان والإعراض عن الاستغفار والتوبة الصادقة التي يوفق الله إليها عباده المخلصين، فإذا عجزت حيلة الأطباء وحانت ساعة الرحيل استقبلوا الموت مبتسمين وقلوبهم تتلهف للقاء الله.
 نسأل الله حسن الخاتمة وأن يجعلنا وإياكم من المستغفرين التائبين.