إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

فقه الطهارة في زمن الأوبئة
مع تفشي وباء كورونا والإجراءات الصحية التي تطالب بها المنظمات الصحية، يجد البعض نوعاً من المشقة في اتباع إجراءات غسل اليدين والتطهر الدائم، وما ينبغي على المسلم أن يشعر هذا الشعور لأن المسلم كلما تطهر فإنه يحتسب تطهره تقرباً إلى الله عز وجل الذي' ويحب المتطهرين'.
 و الله قرن الأمر بالطهارة بالأمر بهجر الأوثان وجاء الأمر بالطهارة في بداية الدعوة وفي صدارة التعاليم الأولى بعد الأمر بالجهر بالدعوة' يا أيها المدثر . قُمْ فأنذر . وربك فكبِّر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر '.
 وأول تكليف شرعي في الإسلام لمن أراد الدخول فيه بعد النطق بالشهادتين هو التطهر والاغتسال، ولا يغيب عن البال الوضوء اليومي للصلاة خمس مرات في اليوم، ولا تكاليف الاغتسال عند الحدث الأصغر والأكبر.
 ويذهب الإسلام بعيداً في تعاليم النظافة فيأمر من أكل طعاماً له رائحة كريهة باجتناب المساجد، ويجعل من سنة السواك سبيلاً إلى مرضاة الله عز وجل وروى النسائي، وابن ماجه عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب'. 
لا تستثقل أخي المسلم أن يكون أول ما تبدأ به عند دخولك إلى المنزل هو غسل يديك بالماء والصابون، فهذا التطهر عند الدخول إلى المنزل من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت : بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ، قالت : ' كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك ' 
أخرج مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً آخر يأمر فيه بتغطية الأواني لحمايتها من الفيروسات والأوبئة جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'غطوا الإناء، وأوكوا السقاء ؛ فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء'.  
فليكن من ضمن الدروس التي نستفيدها من هذه الأزمة هو الالتزام الصارم بإجراءات التطهر والنظافة ومن المهم أن نحتسب ذلك في سبيل مرضاة الله وإتباعاً للسنة المطهرة.