إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

كيف نحول محنة كورونا إلى منحة؟
ينطوي كل ابتلاء ومحنة يمتحن الله بها عباده  على منحة إلهية، ومن يجيد اقتناص هذه المنح يحولها إلى علامة فارقة في حياته. 
فهناك أناس أقعدهم المرض فصبروا وحمدوا الله في السراء والضراء واعتكفوا على القراءة  والكتابة فبارك الله في جهودهم فانتشرت كتاباتهم واستفاد منها خلق كثير، وشاع ذكرهم، وهناك من قذفت بهم الأنظمة القمعية في السجون فاستغل سجنه في الخلوة والتأمل والكتابة والقراءة، وإذا حرمك الله من شيء فإنه يفتح لك أبواب كثيرة لم تكن تخطر على بالك.
  وفي ظل أزمة كورونا والتي فرضت على عشرات الملايين من سكان العالم الحجر المنزلي، يجب على كل منا التفكير بالاستفادة المثلى من هذه الظروف، وعلينا و نحن نشعر بهذا الحرمان من حرية الحركة التأمل في أهمية نعمة الحرية، و نتذكر مآسي المعتقلين في السجون من سنوات عديدة، و في ظروف تعسفية وصعبة، ونعاهد أنفسنا على العمل من أجل مناصرة قضاياهم ورفع الظلم عنهم بكل السبل وليكن هذا أحد الدروس التي نستفيدها من محنة كورونا.
  وفي ظل أزمة كورونا هناك اليوم الكثير من المواقع والمنصات التعليمية التي أتاحت دورات تدريبية مجانية خلال هذه الفترة، وهذه منحة لا تعوض والواجب الاطلاع على هذه الفرص التي قد لا تتكرر، وهناك مواقع ومنصات لمكتبات أكاديمية وعالمية وثقافية، أتاحت  للقراء فرصة الولوج المجاني، وهناك متاحف عالمية فتحت مواقعها الالكترونية للتجول عن بعد.
 وكل هذه الفرص تساعد اللبيب على تحويل المحنة إلى منحة، بالإضافة إلى الفرص التي يمكن أن يخطط لها الفرد والتي أشرنا إليها في مقالات سابقة.