كان الحسد هو أول معصية في السماء حين حسد إبليس آدم عليه السلام، وأول ابتلاء تعرض له الإنسان بعد استقرار آدم في هذه الأرض هو الحسد الذي أصاب أحد ابني آدم، فدفعه لقتل أخيه وأصبح من النادمين.
وكان الحسد وراء هلاك أهل الكتاب الذين عاصروا النبي صلى عليه وسلم وعرفوا أن رسالته حق وأن أتباعه على حق ومع ذلك أعماهم الحسد وتمنوا أن يرتد المسلمون عن إيمانهم حسداً من عند أنفسهم'وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ'
وكان الحسد للأنبياء ووراء كفر الكثير من الناس، وما يزال الحسد على مستوى الأفراد والدول يورد الناس المهالك، ولهذا خصص الله سبحانه وتعالى الأمر بالاستعاذة من شره، بعد الأمر بالاستعاذة من كل شر' وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ'.
وإذا كانت الاستعاذة بالله تحمينا من شر حسد الآخرين فكيف نحمي أنفسنا من تسلل فيروس الحسد إلى عقولنا؟
ينصح الخبراء بمواجهة الحسد بعدة خطوات منها:-
محاولة فهم طبيعة الحسد الذي تشعر به، والتفكير بأضراره النفسية والعملية على حياتك في استنزاف وقتك وشحنك بالطاقة السلبية. ويمكنك البوح لمستشار نفسي أو صديق بمشاعرك ليساعدك على التخلص منها.
الاستعاذة بالله من شرور نفسك والدعاء لأخيك الذي حسدته بظهر الغيب من قلب صادق.
استخدم الحسد بصورة إيجابية، فالحسد عادة تعبير عن الشعور بالنقص ولهذا عليك أن تفكر بنفسك وأهدافك وأن تضع خطة لبناء نفسك بدلاً من التفكير في الآخرين بصورة سلبية.
تجنب المقارنة وكن مؤمناً بالقضاء والقدر وأن كل إنسان ميسر لما خلق له.
استعد ثقتك بنفسك وفكر في مواهبك وما ميزك الله به عن الآخرين وخطط لتنمية هذه المواهب.
