إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

صفقة العار في زمن الصفاقة
بمنتهى الصفاقة تم الإعلان عن صفقة ترامب ونتنياهو  لتصفية القضية الفلسطينية وبمباركة رسمية علنية من بعض الأنظمة العربية وسرية من أنظمة أخرى قررت أن تشتري غضب الله و الشعوب العربية والإسلامية برضى ترامب ونتنياهو على حساب أقدس مقدسات العرب والمسلمين، وهكذا  انتهى عصر  التنديد و نفاق بيانات الشجب والإدانة ووصل النظام العربي  إلى ذروة الوقاحة.
 فالبيانات العربية التي تلت إعلان صفقة العار كانت مخزية ولم تصل إلى مستوى تصريحات الأمانة العام للأمم المتحدة على الأقل، وصار واضحاً أن  ثمن سكوت أمريكا والغرب على قمع الأنظمة العربية لثورات الحرية والديمقراطية هو موافقة هذه الأنظمة على بيع القدس وتصفية قضية اللاجئين والمقاومة الفلسطينية. 
و من كان يتصور يوماً أن نسمع دولاً عربية تتسابق لإعلان مباركتها بيع القدس للصهاينة والتنازل عن  حق اللاجئين في العودة وتصفية القضية الفلسطينية في أسواق النخاسة والعار.
 إن حالة المهانة التي تعيشها الأمة هي امتداد طبيعي لمرحلة الثورات المضادة التي أسقطت الموجة الأولى من الربيع العربي وهي محاولة بائسة لاستباق الموجة الثانية والموجات القادمة من الثورات العربية التي ستنتصر لكرامة المواطن العربي المهدورة.
 وفي كل الأحوال لقد سقطت كل الأقنعة ولن تنجح محاولة تصفية القضية الفلسطينية طالما بقي هناك أحرار في أمتنا العربية والإسلامية.
 وإذا كانت هذه الأنظمة قد قررت بوضوح التجرد من شرف الدفاع عن القدس وفلسطين، فإن الله تكفل لهذه الأمة باستبدال الخونة بقيادات جديدة  تعكس الإرادة الشعبية الحرة  ولا تعكس إرادة الصفقات المشبوهة'وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ'