إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

واجب التفكر في آيات الله الكونية
التأمل في الأحداث الكونية الكبرى ومنها كسوف الشمس والتفاعل معها سنة نبوية تندرج ضمن واجب التفكر في آيات الله الكونية، ومن آيات الله الليل والنهار والشمس والقمر، وهذه الآيات سخرها الله للإنسان ليتعرف على عظمة الله ولا يقف عند حدود التأمل المادي أو يقف في خطأ عبوديتها من دون الله كما وقعت في ذلك بعض الأمم' ومِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ'.
 وحادثة الكسوف التي شهدها العالم يومنا هذا من أعظم الآيات الكونية التي تذكرنا بهذا الكون العظيم وما تزخر فيه من كواكب ومجرات ومجموعات شمسية وفق نظام دقيق ومحكم' والشَّمسُ تَجرِى لِمُستَقَرّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ * وَالقَمَرَ قَدَّرنَـاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ القَدِيمِ * لاَ الشَّمسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تدرِكَ القَمَرَ وَلاَ اللَّيلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلُّ فِي فَلَكٍ يَسبَحُونَ' والتفكر المطلوب  في آيات الله الكونية يكون بالتأكيد على السنن الإلهية التي لا تتأثر كما يتوهم البعض بموت إنسان أو ولادة إنسان آخر حسب ما تبادر إلى الصحابة رضوان الله عليهم عندما تزامن كسوف الشمس مع وفاة إبراهيم ابن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فظن الناس أن الشمس كسفت لوفاته فبادر نبينا العظيم لتصحيح هذا المفهوم الخاطئ فقال:' إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وصلوا وتصدقوا' وفي رواية فافزعوا إلى ذكر الله واستغفروا'  وقد ذم الله في كتابه الكريم المعرضين عن التفكير في آياته الكونية' وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ' فحري بنا ألا نكون من هؤلاء المعرضين حتى لا نكون من الستكبرين الذين يصرف الله قلوبهم عن التأمل في آياته الاستفادة منها' سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا'