إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

إصلاح الحكم أم إصلاح الإسلام؟
 لن تستقر للطغيان قرار على أرض الإسلام طالما ودين الإسلام يأمر معتنقيه بمحاربة الظلم وإقامة القسط والجهاد المشروع في الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة ومحاربة التبعية العمياء لأعداء الأمة. ولن يهدأ بال الطغاة والمستبدين طالما ودين الإسلام يعتبر حقوق الإنسان وحرياته من الواجبات الشرعية التي لا يجوز المساس بها و يدعو إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و يطالب بمحاربة الغش التجاري وإقامة الموازين بالقسط وتحقيق تكافؤ الفرص. 
ولن يشعر الطغاة بالأمن طالما وهناك دين يدعو إلى الإصلاح ويعتبر أعلى مراتب الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ويؤكد أن أمر المسلمين شورى بينهم، وأن الأمانة في إدارة السلطة من أخطر أنواع الأمانات التي تعتبر الخيانة فيها خيانة لعامة المسلمين.
 ولن يستطيع الفاسدون وعملاء الاستعمار تدجين هذه الشعوب وترويضها للخنوع أمام أعداء الأمة والتنازل عن مقدسات المسلمين والتطبيع مع الصهاينة المحتلين، طالما وهناك دين يدعو المسلمين إلى رفض الإقامة على الضيم والدفاع عن الكرامة والتضحية في سبيل الله.
 ولا سبيل أمام هؤلاء غير إنفاق المليارات لمحاربة الإصلاح السياسي في الوطن العربي ودعم الانقلابات العسكرية والتمردات الانفصالية لتمزيق أواصر الدول الإسلامية ومحاربة دعوات الإصلاح الحقيقية ومحاولة طمس معالم الإسلام الحقيقية وتدمير التعليم الديني الأصيل وإنتاج نسخة مزورة من الإسلام تقبل التطبيع وبيع مقدسات المسلمين وخذلان جميع قضيا  المسلمين  المستضعفين في الأرض وتقبل التعايش مع الاستبداد ولا تؤمن بقيم الشورى والحرية والعدالة والمساواة ولا تؤمن بكرامة الإنسان وحقوقه وحرياته وفي مقدمتها حقه في المشاركة السياسية والاجتماعية وحرية التعبير والنقد السلمي. 
إن الإصلاح الذي يريدونه باختصار ووضوح هو إصلاح التطبيع مع مغتصبي الأرض، والخضوع لمغتصبي الشرعية السياسية وإصلاح محاربة الديمقراطية وحقوق الإنسان وممارسة جميع أنواع الانتهاكات إنه باختصار إصلاح ينطبق عليه قوله تعالى'  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ'