إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

دور الأسرة والمدرسة في تنمية الذكاء الأخلاقي
 بدأ تركيز الأضواء مؤخراً على  الذكاء الأخلاقي ضمن نظرية الذكاء المتعدد، وأكدت نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة أن الذكاء الأخلاقي هو المهمين على بقية أنواع الذكاء، فهو الذي يوجه الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي والذكاء الاقتصادي، وللذكاء الأخلاقي تعريفات متعددة وأقرب
التعريفات  إلى تراثنا العربي والإسلامي تعريفه بأنه' الحساسية الخاصة التي تساعد الفرد على إدراك دقائق السلوك الحسن و ودقائق السلوك القبيح والتصرف بموجب هذا الادراك. ويحتاج هذا الذكاء  إلى قدرات خاصة في سبر مشاعر الآخرين والاصغاء إليهم وعدم التسرع في إطلاق الأحكام، وتبادل الاحترام. ويتكون الذكاء الأخلاقي من سبع فضائل أساسية هي 'التعاطف ، والضمير ، والتحكم الذاتي ، والاحترام ، والعطف ، والتسامح ، والعدالة' ويجب أن تتظافر جهود الأسرة والمدرسة في سبيل تنمية هذا الذكاء الذي ينعكس بصورة إيجابية على حياة الطفل النفسية والاجتماعية والاقتصادية ويعكس صورة حسنة ومشرقة عن
الشخصية. فتنمية الحس الأخلاقي عند الطفل هو الكفيل مستقبلاً بتوجيهه نحو السلوكيات الحميدة واجتناب السلوكيات القبيحة، ومن المهم توجيه
التربية الإيمانية والعبادية لتنمية الحس الأخلاقي، فقد ارتبطت معظم العبادات في الإسلام بأهداف اخلاقية. فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر،
والصيام تربية على الصبر وقوة التحكم في الذات، والزكاة تربية على التعاطف وتحقيق العدالة، وجاء تعريف الإيمان في السنة النبوية بأنه حسن الخلق
وأقرب الناس إلى الله أحسنهم أخلاقاً، وهذه الأهمية الإيمانية والأهمية التربوية للذكاء الأخلاقي تفرض ضرورة وضع أهداف خاصة للتربية الأخلاقية الأسرية والمدرسة تتناسب مع كل مرحلة عمرية، ووضع الوسائل والآليات المناسبة لتحقيق هذه الأهداف، ووضع أدوات التقييم والتقويم للتأكد من مدى تحقيق الأهداف في كل مرحلة. فالذكاء الأخلاقي يطور الكثير من المهارات والقدرات الشخصية فتمييز. الحسن من القبيح ينمي قدرات التفكير الناقد واحترام الأخرين. والتسامح مع من
نخلتف معهم ينمي القدرات التواصلية والحوارية والشخصية القيادية. ومن المهم التأكيد هنا أن فاقد الشيء لا يعطيه فإذا كان الوالدان أو المربي
لا  يتمتعان بالحس والذكاء الأخلاقي، فإن التعليم النظري لن يجد طريقه إلى نفوس وعقول الأبناء.