إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

كيف تتولد الفاعلية الشخصية
يتفاوت الأفراد في فاعليتهم وروح المبادرة والحرص على النجاح، ولا يعود هذا التفاوت بالضرورة إلى تفاوت في القدرات والاستعدادات، فالواقع يؤكد أن البعض لديهم من القدرات والاستعدادات ما يفوق غيرهم من الفاعلين، ولكنهم يفتقدون إلى الفاعلية والإقدام والتقدير الإيجابي للذات لأن تصور الفرد ونظرته لقدراته واستعدادته أكثر أهمية من الواقع الفعلي لهذه الاستعدادات، فتوقع الفرد لكفاءته الذاتية هو المتغير الوسيط بين التصور والسلوك الفعلي. وتعمل التربية الأسرية الجيدة على تربية الفاعلية الشخصية من مرحلة الطفولة المبكرة، ومن الأساليب التربوية الأسرية  التي تساعد على تعزيز الفاعلية الفردية ما يلي:
١- تقبل الطفل  والثناء الإيجابي عليه، فالشعور بالقبول والاستحسان يعزز الشعور بقيمة الذات و التميز و الإيمان بامتلاك القدرات الخاصة.
٢- تشجيع الطفل على المبادرة والاستكشاف يساهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه ويرفع من نسبة توقع الفرد لقدراته.
٣- تقبل الأخطاء وعدم الإسراف في تأنيب الطفل على الوقوع في الخطأ وإشعار الطفل أن وقوعه في الخطأ دليل على شجاعته وأنه يسير في الطريق الصحيح للتعلم.
٤- ساعد طفلك على أن يحل مشاكله بنفسه ولا تجعل الرغبة بالحماية الزائدة تدفعك إلى التدخل الذي يولد الإحساس بالاتكالية.
٥- اطلب من الطفل تنفيذ بعض المهام البسيطة التي تشعر بأن لديه القدرة على إنجازها واحرص على الثناء عليه عند الإنجاز.
٦- تدرج في طلب مهام أكثر تعقيدا وفي كل مرة أشعر طفلك أن قدراته تتوسع باستمرار.
وفي كل خطوة احرص على تحرير طفلك من التقدير المبالغ فيه للمخاوف، فأكثر ما يقتل الفاعلية الفردية التوجيهات الأسرية التي تعمل على المبالغة في تصوير المخاوف: لا تفعل كذا ولو فعلت كذا سيحدث كذا وكذا وكلما تضخمت هذه المخاوف في نفسية الطفل تضعف فاعليته ويقل تقديره لكفاءته وقدراته ويشعر بالقلق والتوتر عند كل موقف جديد ويجد صعوبة في تحقيق ذاته.