إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

التخطيط للمستقبل: أهميته وركائزه الأساسية
 تحدثنا في مقال الأمس عن أهمية محاسبة النفس في تطوير الذات، ومن المهم الإشارة إلى أن هذا التطوير سيتعذر في غياب التخطيط، فأي عملية محاسبة فاعلة وناجحة ينبغي أن ترتكز على تخطيط مسبق ينطلق من رؤية مستقبلية واضحة وأهداف محددة، واستراتيجيات تنفيذية نستطيع تقييمها ومعرفة مدى نجاحتها في تحقق الأهداف. 
وفي سير الأنبياء نجد التخطيط واضحاً في قصة نبي الله يوسف عليه السلام في خطته السباعية المشهورة' قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون' كما نجد التخطيط واضحاً في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم في تخطيطه لرحلة الهجرة. وكل عمل عظيم ومصيري في تاريخ البشرية استند على عملية تخطيط دقيق وإيمان عميق ومصابرة ومثابرة. ويعتمد أي تخطيط سليم للفرد أو المؤسسة على خمسة ركائز أساسية هي
1- الفلسفة أو التصور الكلي للحياة ومجال العمل والقيم التي على أساسها تتحدد الأهداف والوسائل.
2-السياسة العملية التي يحددها الفرد لنفسه أو المؤسسة لنشاطها مثل سياسة الإنتاج وسياسة الترويج وسياسة المنافسة والتعاون.
3- الأهداف التي تتحدد على ضوء الفلسفة والسياسة.
4- الخطة التنفيذية لتطبيق الأهداف.
5- الأولويات التي يتم تحديدها انطلاقاً من الفلسفة والسياسة العامة، فيتم تخصيص جهد أكبر للأهداف ذات الأولوية القصوى. 
وكلما انضبط سلوكنا الفردي والمؤسساتي بهذه الركائز يبارك الله في جهودنا ونسلم من آفة تشتيت الأوقات وتبديد الطاقات وهدر الكفاءات. 
وكان الله في عون العبد ما كان سلوك العبد منتظماً وفق خطة قابلة للقياس والمحاسبة والمراقبة.