إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

المهارات الحياتية
أعز نفسك وأحب نعمة العمل لتشكر الرحمن أولاً، ثم لتسعد نفسك، ولتنجزه بأقل جهد وأفضل نتائج.

لا تترك عملك أبداً وأنت غاضب أو بعد مشاجرة؛ انتظر لتهدأ حتى تحسن التفكير، ولا تندم بعد انتهاء فوران الغضب، ولا تجعلهم يعتادون غضبك، أو يعرفون كيف يثيرون غضبك حتى لا تخسر، ولو كنت عصبياً تدرب على تأجيل رد فعلك، وقم بتمثيل الهدوء ما استطعت.

لا تهدد أبداً بالاستقالة حتى لو كنت متميزاً جداً؛ فسيهتمون بك ويسعون لإرضائك بالبداية، وسيكرهون ضغطك عليهم، ومع تكرار التهديد سيقل اهتمامهم، وربما بحثوا عن بديل أقل تميزاً وأقل ضيقاً لهم.

لا تكتب لرئيسك أو لأحد زملائك وأنت غاضب رسالة أو مذكرة –كما يفعل البعض- عما تحس به أو تشكو مما يضايقك؛ فسيغلبك الغضب، وتكتب ما تندم عليه لاحقاً، أو يحاسبونك بسببه أو تضطر للاعتذار عنه.

لا تخبر زملاءك بما يضايقك من رئيسك أو من زملاء آخرين؛ فبعضهم سيسارع بإخبارهم، وآخرون سيفشون سرك ولو دون قصد، تكلم عن مشكلاتك بالعمل مع من لا يعرفون أحداً بعملك من أسرتك وأصحابك حتى تربح.

لا تقبل أي إهانات؛ فالكرامة أغلى ما في الحياة، ولا تبالغ بالحساسية أيضاً.

استرح أثناء العمل ولو 5 دقائق كل ساعتين؛ غادر مكتبك وتحرك بالمكان أو تنفس بهدوء من الأنف فقط مع إغلاق الفم وستحس باسترخاء يجدد نشاطك، وإذا كان العمل كثيراً فقسّمه على فترات للتخلص من التوتر وللعودة للعمل بنشاط، وكافئ نفسك بعد الإنجاز ولو بكلمات طيبة ترددها لنفسك بحب واحترام.

يشعر البعض بالقهر والظلم لعدم حصولهم على ما يستحقون بالعمل، وقد يدفعهم للتعامل بعدوانية، ويتحملون أعباء نفسية هائلة تضاعف من تعبهم بالعمل، وتحرمهم من الراحة بعده، وتحول دون تحقيقهم للنجاح، والأفضل تهدئة النفس والرضا عنها حتى تخلص في العمل لتحقيق الربح الديني والدنيوي؛ فالربح الأول معروف، والثاني يتمثل في اكتساب خبرات وحماية النفس من التعرض لأضرار إهمال العمل المعنوية والمادية.

لا تتعامل مع العمل وكأنه عبء تود الانتهاء منه؛ فهو فرصة للحصول على مكاسب مادية ومعنوية وعملية أيضاً، وحماية من الفراغ وأضراره.

استمتع بإخلاصك، ولا تهتم بإهمال زملائك أحياناً، وتنافس فقط مع نفسك، وأتقن عملك طاعة للرزاق ثم لأنك تستحق ذلك.

إذا قصرت بعملك لأي أسباب فلا تجادل، واعترف بهدوء وبلا توسل، وقل: هذا غير مقصود، وستسعى بجدية لإصلاح الأمر، ولن يتكرر، والتزم بوعدك.

لا تحصر تفكيرك في أن العمل مجهد ومتعب؛ حتى تتمكن من أدائه بامتياز وبأقل جهد ممكن.

احذر التوقعات الكثيرة عن السعادة بالعمل والالتقاء بأصدقاء جدد وبدء حياة أجمل؛ حتى لا تصدم حينما تقابل بعض العلاقات غير الجيدة؛ فالعمل يجمع بين طباع متباينة، ورغبات مختلفة، ومن الطبيعي حدوث مشكلات؛ فكن حذراً في التعامل، واسعد بالعمل كوسيلة لتحقيق الذات، واشغل أوقاتك بما يفيدك دينياً ودنيوياً.

لا تحرم نفسك من متعة الإنجاز بالعمل، ولا تؤجله فيتراكم وتتعرض للتأنيب، ولا تتعجل أداءه فتخطئ.

انتبه؛ فبعض الزملاء يكثرون من الشكوى من العمل أو من الرؤساء؛ ومنهم من يتعمد ذلك للاستدراج ويحكي المستمع أيضاً وينقلونه، أو للفضول لمعرفة آراء الغير في زملائهم ورؤسائهم، فلا تقل شيئاً، ولا تهاجمهم، والزم الصمت تربح، والعكس صحيح.

في أغلب المؤسسات توجد صفحات للعاملين على وسائل التواصل الاجتماعي يكتبون فيها أخبارهم، بالإضافة إلى بعض المجاملات؛ تنبه ولا تكتب فيها أو على صفحاتك الشخصية أي شيء يمكن استخدامه ضدك في عملك، ولا تنحَز لأحد ضد الآخرين؛ فتجلب لنفسك عداوات.

لا تكثر من المجاملات أو المزاح في عملك حتى تحتفظ بمكانة تستحقها، ولا تكن جافاً في تعاملاتك حتى لا يكرهك الناس، وكن وسطاً.

أحسن الظن بالرحمن وتفاءل، واستمتع بعملك، وتعامل ببساطة ومرونة لتسعد نفسك أولاً وأخيراً، ولتحمي نفسك أيضاً من أي معاناة.