إعلامي إماراتي .. مستشار في علم النفس التربوي

معادلة مواجهة الظلم والتحرر من ثقافة الكراهية
يترك الظلم والطغيان ندوباً في النفس الإنسانية وجروحاً غائرة قد تتحول إلى براكين من الكراهية والأحقاد تهدد السلم الاجتماعي في غياب الإصلاح الجاد والمسؤولية الوطنية .
ما لم يتم تفريغ براكين احتقانات الظلم والطغيان بتوجيه المظلوم إلى كيفية الاحتجاج السليم على الظلم بدون تعدي غاشم ولا رضوخ مهين فإن السكون المؤقت الذي تفرضه القوة مجرد ترحيل للكوارث إلى المستقبل.
تتولد الكراهية من مصادر كثيرة منها الشعور بالإقصاء والتهميش والاستبعاد وعدم الأهمية وغياب المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والاجتماعية. والإصلاح الحقيقي يعمل على تحرير المجتمع من جميع جذور الكراهية ويزرع الوئام والإخاء والمحبة .
شهدت بعض دول الربيع العربي انفجارات عنيفة لبراكين الكراهية التي صنعها الاستبداد وهذا لا يعني أن الدول الأخرى لا تعاني من هذه البراكين ولكنه يعني أن براكينها ما تزال خامدة وقد تنفجر بصورة أكثر جنونية بغياب الإصلاح السياسي.
تعتقد الأنظمة المستبدة أن الاستسلام والإذعان والخنوع انتصار على الشعوب يقضي الكراهية وما هذا الإذعان وفي حقيقة الأمر إلا ترسيخ لكراهية كامنة وتكثيف لأسبابها العميقة التي تنتظر أي فرصة للتنفيس عن براكينها.